ما زال مصير رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني السوري، بمدينة إزرع في درعا جنوبي سوريا، حمزة العمارين، مجهولًا، بعد فقدان الاتصال فيه مدينة السويداء، في 16 من تموز الحالي، خلال إجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى من مناطق الاشتباك في محافظة السويداء، وسط مطالبات بالكشف عن مصيره.

أحمد الزعبي، متطوع في الدفاع المدني، قال ل، إن العمارين كان يرافقه يوم فقدانه، موضحًا أنهما عملا على إجلاء وإسعاف العشرات من المدنيين دون النظر إلى انتمائهم.

وأضاف أنه كُلف في مهمة ثانية في ذات اليوم أجبرته على الافتراق عن العمارين، وكان آخر اتصال معه في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء 16 تموز، وبعدها فقد الاتصال معه.

و تواصل الدفاع المدني مع منظمات دولية ومحلية للكشف عن مصير حمزة إلا أن لا نتائج تذكر حتى الآن بحسب أحمد الزعبي.

حملات تضامن

شهدت مدينة نوى في ريف درعا الشمالي مسقط رأس حمزة العمارين وقفة احتجاجية، في 25 من تموز الحالي، رفع خلالها العشرات صورًا ولافتات تطالب بالكشف عن مصير حمزة واعتباره منفذ مهمة إنسانية وليس طرف في أي نزاع.

وحضر في هذه الوقفة العشرات من عناصر الدفاع المدني ومن المدنيين من مختلف المناطق في محافظة درعا.

شاهين العمارين شقيق حمزة قال ل، إنهم يعملون حاليًا على تكثيف المطالبة بكشف مصير أخيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوقفات الاحتجاجية.

وأضاف أن الخاطفين لم يتواصلوا معهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

كما شارك ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر حملة إعلامية تدعو للإفراج عن حمزة العمارين على اعتبار أنه عامل بمهمة إنسانية.

مطيع البطين الناطق السابق باسم “المجلس السوري الاسلامي” (منحلّ حاليًا) نشر على حسابه في “فيسبوك” يدعو الناشطين لتشكيل جبهة إنقاذ حمزة العمارين عبر النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة “هاشتاغات” (وسوم) تدعو للكشف عن مصيره.

الصحفي محمد السلوم ذكر عبر حسابه في “فيسبوك”، أن حمزة العمارين، متطوع في الدفاع المدني طلب منه إجلاء عائلة من قبل فريق تابع للأمم المتحدة في مدينة السويداء وانقطع الاتصال معه، مطالبًا بالكشف عن مصيره والإفراج عنه بشكل عاجل.

12 يومًا على الاختطاف

ذكر الدفاع المدني في بيان عبر صفحته على “فيسبوك”، في 18 من تموز، أن حمزة العمارين رئيس مركز الاستجابة الطارئة، دخل إلى السويداء، الأربعاء 16 من تموز، عند الساعة الرابعة والنصف مساء، وهو يرتدي زيه الرسمي الذي يحمل شعار “الخوذ البيضاء”، لتنفيذ عملية إجلاء جاءت بناء على طلب من الأمم المتحدة.

ونقل البيان إفادة سيدة من السويداء كانت برفقة العمارين في سيارته خلال المهمة، وأشار إلى أن مسلحين محليين أوقفوا السيارة في منطقة العمران، واقتادوا العمارين إلى جهة مجهولة، وصادروا السيارة التي كان يستقلها.

وأوضح أنه تم التمكن من التواصل مع العمارين صباح اليوم التالي، الخميس 17 من تموز، في تمام الساعة العاشرة، حيث أجاب أحد الأشخاص على الهاتف وأكد أنه “بخير وفي أمان”، قبل أن ينقطع الاتصال مجددًا وفقد أي وسيلة للتواصل معه حتى لحظة صدور البيان.

وأكد أنه حاول الوصول إلى الجهات الخاطفة عبر وسطاء محليين، إلا أنه لم يتلقَّ أي رد، محمّلًا الفصائل المحلية في السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامته، وداعيًا إلى الإفراج الفوري عنه وعدم استخدام السيارة المصادرة في أي نشاط.

واندلعت، في 12 من تموز الحالي، اشتباكات بين فصائل محلية، ذات طابع درزي، مع سكان في حي المقوس من بدو السويداء، على خلفية خطف مدني مع سيارته من الطائفة الدرزية الذين اتهموا البدو في تنفيذ عملية الخطف.

وبعد حصار حي المقوس تدخل الأمن العام التابع للحكومة السورية، بذريعة فرض الأمن في المدينة ما أدى لمواجهات مع الفصائل المحلية، وكان على رأسها، “المجلس العسكري في السويداء” ما استدعى تدخلًا من قبل إسرائيل لإجبار القوات الحكومية على التراجع ومن بعدها جرت اشتباكات مع العشائر العربية انتهت بتدخل مباشر من الأمن الداخلي الذي استطاع ضبط الأمن في محيط المحافظة.

وتسير الأمور نحو التهدئة في السويداء، بعد اتفاق بين الحكومة والفصائل، عبر وسطاء، لوقف إطلاق النار، برعاية دولية.

ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 814 شخصًا، وإصابة 903 آخرين، في أحداث السويداء، بين 13 و24 من تموز الحالي.

وتشمل حصيلة “الشبكة” ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال وسيدات وأفراد من الطواقم الطبية، إضافة إلى مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.

اختطاف رئيس مركز للدفاع المدني في السويداء

المصدر: عنب بلدي

شاركها.