قالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، إلهام أحمد، إن ما يجري بين دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لا يرقى لمستوى مفاوضات رسمية، بل هو “نوع من التفاهمات لمعالجة الأزمة السورية”.

وكشفت في مقابلة مع شبكة “رووداو” الإعلامية، مساء الأحد 27 من تموز، أن هناك وسطاء يشرفون على التفاهمات بين الطرفين، مؤكدة أنها المرة الأولى التي تشارك فيها أمريكا، أما فرنسا فهي مشاركة دومًا بالتفاهمات، وبريطانيا بشكل غير مباشر.

“ولكن حكومة دمشق و(قسد) فقط جلستا معًا، وناقشتا بعض النقاط الرئيسة التي يتم العمل على تحقيقها كحلول”، أكدت أحمد.

وترى أن القيادة الحالية ينبغي أن تستوعب جميع المكونات والطوائف في المجتمع السوري المتنوع الموجود، لبناء سوريا جديدة.

وعزت عدم تطبيق الاندماج بين دمشق و”قسد” إلى أنه في اتفاق 10 من آذار، تم التوافق حول الاندماج، والمشاركة، والتوحد، لكن كل طرف يفسر ذلك بشكل مختلف من جهته، وتعريف “قسد” للاندماج هو أن يكون “ذا طابع مزدوج، أي أن حكومة دمشق يجب أن تعترف بـ(قسد)، والأخيرة تعترف بحكومة دمشق”.

وأشارت إلى أن حكومة دمشق الحالية هي إدارة مؤقتة، دون انتخاب من قبل الشعب والمجتمع السوري، وكل الخطوات التي اتخذتها كانت بمفردها، إذ أصدرت الحكومة الإعلان الدستوري، وأسست الحكومة المؤقتة، وبدأت بتشكيل مجلس الشعب، مع غياب التشاور، ليس فقط مع المكون الكردي، بل مع باقي الشعب السوري، “أي أنهم لا يتشاورون مع الأطراف السورية الأخرى أيضًا”.

وفيما يتعلق بمستقبل “قسد”، أشارت أحمد إلى أن اتفاق 10 آذار ينص على اندماجها ضمن الجيش السوري، لكن الآلية ستحدد عبر حوار، قائلة، “لن يتم تسليم المقاتلين أو تفكيك (قسد) ببساطة، المطلوب هو اعتراف متبادل بيننا وبين دمشق، وأن نؤسس معًا جيشًا جديدًا يضمن الأمن المشترك”.

وأضافت، “نحن لا نرفض أن تكون “قسد” جزءًا من الجيش السوري، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن إطار شراكة متكافئة ووفق أسس جديدة”.

بناء سوريا لامركزية

ردًا على الاتهامات المتكررة بأن “الإدارة الذاتية” تسعى لتقسيم سوريا، نفت أحمد ذلك بشدة، معتبرة أن “الرغبة بالانفصال لا تنبع من الشعوب، بل من ممارسات المركز إن لم يحترم إرادة الأطراف الأخرى”، مبينة أن السيناريو نفسه يُستخدم اليوم ضد أهالي السويداء، مؤكدة أن “الإدارة الذاتية” لم تسمع من أي جهة درزية دعوة للانفصال.

وأوضحت أن “المشروع السياسي” الذي تسعى إليه “الإدارة الذاتية” يتمثل في بناء سوريا لامركزية، حيث تُمنح صلاحيات للمناطق المختلفة لإدارة شؤونها المحلية، فيما تحتفظ الدولة المركزية بالسيادة العامة، ما يخفف من الأعباء على الدولة.

وحول موقف “الإدارة الذاتية” من مؤسسات الدولة المركزية، شددت أحمد على أن “المطارات وجوازات السفر والهويات هي ملفات سيادية يجب أن تُدار مركزيًا”، في حين أن “الخدمات، والتعليم، والثقافة، والأمن الداخلي، يجب أن تُدار لامركزيًا، لضمان مشاركة حقيقية للمجتمعات المحلية”.

“(قسد) ليس لديها نية السيطرة على مطار القامشلي، وتعلم أن المطار سيادي، أي مرتبط بالحكومة المركزية، وهناك حاجة للحوار من أجل ذلك”، وفق تعبيرها.

قناة تفاوض مع تركيا

أكدت أحمد وجود “قناة مفتوحة للتفاوض المباشر مع تركيا”، مشيرة إلى أن هذه الحوارات ضرورية “لتخفيف التوتر ومنع التصعيد العسكري”، لكنها امتنعت عن الكشف عن تفاصيل اللقاءات أو الجهات التركية التي تم التفاوض معها.

وتعقيبًا على طلب إلقاء السلاح من حزب “العمال”، شددت على أن نزع السلاح بالنسبة لـ”قسد” ليس ضمن أجنداتها على الإطلاق، شارحة أن الوضع في سوريا “يُدار بوضعية فوضوية جدًا أمام أعين العالم، إذ يُقتل البشر، وتحدث مجازر، وإبادات جماعية”، وقالت إن طلب نزع السلاح من “قسد” في هذا الوقت “كأن تقول لها بنفسك اذهبي للموت”.

وفيما يخص “الوفد الكردي” الذي تم تشكيله عقب مؤتمر الوحدة الكردية، قالت أحمد إن الوفد جاهز تمامًا، “لكن دمشق لم تبدِ استعدادًا لاستقباله بعد”، مشيرة إلى أن الوفد الكردي يختلف في طبيعته عن وفد (الإدارة الذاتية)، إذ يحمل معه مطالب محددة تتعلق بالحقوق الدستورية للكرد في سوريا المستقبل.

لا خلاف مع أمريكا

قال ممثل “الإدارة الذاتية” في الخارج، سيهانوك ديبو، إن الأسباب التي أدت إلى تأسيس “قسد” ما زالت موجودة.

وأكد في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية، مساء الأحد 27 من تموز، أن دمج “قسد” يجب أن يتم بشكل متدرج، مشددًا على أنه لا خلاف مع الإدارة الأمريكية، وأنه يوجد تجاوب وتنسيق وانسجام كامل بين “قسد” وواشنطن.

وكشف أن “قسد” ستتعامل بإيجابية مع انتخابات مجلس الشعب السوري، إذا كان هناك توافق.

لا تقدم في الاتفاق

قال مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية والمغتربين، قتيبة إدلبي، في 25 من تموز، إن اتفاق 10 من آذار بين الحكومة السورية و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لا يحتاج أشهر للتنفيذ، بل يحتاج إلى رغبة حقيقية بالتنفيذ، مؤكدًا عدم وجود أي تقدم في تنفيذ الاتفاق حتى الآن.

وأضاف أن الحكومة السورية ما زالت مؤمنة بتحكيم العقل، لتصل مع “قسد” لحل واضح وتطبيق بنود الاتفاق، مراهنة على الحل السياسي معها إلى أبعد حد ممكن.

“مشكلة المفاوضات مع (قسد) حاليًا، هي غياب رؤية موحدة ضمن قيادتها، وباريس مستعدة للضغط على (قسد) للوصول إلى الحل الذي يريده السوريون”، حسب تعبير إدلبي، لافتًا إلى أن المطلوب الآن هو أن تأتي “قسد” إلى الطاولة، من خلال جهود الوساطة الفرنسية والأمريكية.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعًا ضم وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الفرنسي، جان نويل باروت، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، في 25 من تموز الحالي.

وتم الاتفاق على عقد جولة من المشاورات بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في باريس بأقرب وقت ممكن، لاستكمال تنفيذ اتفاق 10 من آذار.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.