تدور قصة فيلم “نجوم النهار” حول قرية سورية تستعد لحفل زفاف ابن أحد المسؤولين، ويتحول إلى مرآة سوداوية ساخرة تعكس التسلط والدكتاتورية والطقوس الاجتماعية المزيفة، ويقدم ذلك بلغة بصرية مدهشة، فيها الكثير من الرمزية والصمت والتعبير غير المباشر.

فيلم “نجوم النهار” من إخراج أسامة محمد، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، مدته 50 دقيقة أُنتج عام 1988، ومُنع من العرض داخل سوريا لسنوات عديدة، بسبب جرأته في نقد النظام والمجتمع.

لم يعتمد الفيلم في طريقة عرضه على كثير من الحوار، بل تم الاعتماد على الإيماءات والصور والطقوس الجماعية.

يعتبر العمل أحد أكثر الأفلام السورية جرأة، وقد وصفه النقاد بأنه فيلم “تفكيك للسلطة الأبوية والسياسية”.

طُرح الفيلم في مهرجانات عالمية مثل “كان” و”لوكارنو” رغم عدم عرضه محليًا، وأعيد ترميمه في العام الحالي بالتعاون مع “MOMA” (متحف الفن الحديث في نيويورك) ومؤسسة مارتن سكورسيزي “The film foundation”.

وأعيد عرضه في فعاليات “MOMA” منتصف العام الحالي ضمن برنامج “World cinema project” مع احتمالية عرضه قريبًا على منصات مثل “Criterion channel” أو خلال فعاليات سينمائية عربية وعالمية مهتمة بالأفلام المرممة.

حظر بدوافع سياسية

يعتبر الفيلم أول عمل روائي طويل، تم تصويره في قرية ساحلية شمال غرب دمشق عام 1988، وحظر عرضه داخل سوريا بشكل دائم، رغم دعمه من المؤسسة العامة للسينما، بينما اختير لتمثيل سوريا في مهرجانات مثل “كان” عام 1988.

وهو أول فيلم سوري ناطق باللهجة المحلية لأبناء جبال الساحل “العلوية”، ما أثار حساسيته لدى السلطة، وتم منعه جماهيريًا، بعد أن شاهده حافظ الأسد، بنفسه بإيعاز من وزيرة الثقافة آنذاك، نجاح العطار، بعدما تبين له رمزية نقد النظام المستبد ما أدى إلى سحب العرض.

تدور الأحداث عشية حفل زفاف مزدوج، يجمع بين ابن عم قادم من ألمانيا (دكتور معروف) وأخته “سناء”، وأخيها “كاسر” الذي يعاني من صمم خفيف، يتزوج ابنة عم أخرى وهي “ميادة”.

الهروب المفاجئ لـ”ميادة” يبدل مسار الحفل، فيما ترفض “سناء” إتمام زواجها بالدكتور، لتفجر توترات تكشف عن قسوة التقاليد الاجتماعية، والتسلط الذكوري داخل العائلة.

يمثل في الفيلم الشخصية القمعية “خليل” كرمز للسلطة، ويعرض أشكال السيطرة والعنف على خلفية اجتماعية وسياسية.

أدى دور البطولة عدد من الممثلين السوريين أمثال عبد اللطيف عبد الحميد وزهير عبد الكريم ومها الصالح.

أماكن عرض الفيلم

بعد صيانته وترميمه بالتعاون مع المؤسسة السينمائية الدولية “Cineteca di bologna”، يعرض الفيلم حاليًا ضمن فعاليات السينما المستقلة، أو عن طريق فعاليات صالونات سينمائية مثل صالون دمشق السينمائي، أو منصات عرض السينما العالمية أو مكتبات الأفلام المستقلة، أو عبر مواقع أفلام عربية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.