في ظل تصاعد الغضب الشعبي بسبب استمرار إغلاق معبر رفح، أثار خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخير جدلًا واسعًا، بعد أن ناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل في وقف حرب غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
الخطاب، الذي جاء في توقيت حساس، اعتبره مراقبون محاولة لتبرير عجز القاهرة عن اتخاذ موقف مستقل، في ظل تنسيقها المستمر مع واشنطن وتل أبيب، وسط انتقادات متزايدة للدور المصري “المتخاذل” تجاه غزة.
ورغم تأكيد السيسي أن مصر تتحرك منذ 7 أكتوبر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، إلا أن الأوضاع الميدانية لم تشهد أي تحسن ملموس، حيث لا تزال المساعدات مكدسة على الحدود، فيما يعاني آلاف الفلسطينيين من الجوع والحصار.
وبرر السيسي إغلاق المعبر بأن “الوضع الأمني” على الجانب الآخر يعيق تشغيله، وهو تبرير لم يقنع الشارع المصري والفلسطيني، في ظل تأكيدات بأن فتح المعبر يظل قرارًا سياديًا بيد القاهرة أولًا.
ويرى متابعون أن خطاب السيسي لم يقدّم رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع كارثة إنسانية متفاقمة، بل جاء كمحاولة دفاعية لاحتواء الانتقادات المتصاعدة داخليًا وخارجيًا، في وقت يعتبر فيه كثيرون أن الصمت عن معبر رفح خذلان قبل أن يكون حيادًا.