أميرة البيطار

في حياة كل إنسان لحظة فارقة، يظن فيها أن كل الأبواب قد أُغلقت، وأن الحلم الذي رسمه بعقله وقلبه قد تلاشى أمامه. لحظة يتلقى فيها الرفض، أو يجد أن الطريق الذي سار فيه طويلاً قد انقطع، فيحسب أن النهاية قد كُتبت، وأن الخسارة حتمية. لكن الحقيقة الخفية، أن بعض النهايات الظاهرة، ما هي إلا بدايات تُخبّئ لنا من الخير ما لم نكن نراه.

ليس كل ما نتمناه يتحقق، لكن كل ما يدبّره الله هو الخير، حتى وإن لم نفهمه لحظتها. فالرفض الذي تلقيته، والخسارة التي ظننتها هزيمة، ربما كانت رحمة خفيّة، ونجاة مما لا تعلم. فكم من طريق أُغلق أمامك، ثم وجدت نفسك في دربٍ لم يكن بالحسبان، لكنه كان أصلح وأصدق وأعمق أثراً!

الظروف الصعبة ليست لعنة، بل هي أعظم معلم. فهي تصقل الروح، وتعلّم الصبر، وتُخرج منك قوة لم تكن تدري بوجودها. الصدمات تعلمك أن تنهض لا أن تنهار، وأن تتوكل لا أن تتواكل. وفي كل مرة تسقط فيها، تتعلّم أن الوقوف ممكن، وأن الكسر الحقيقي لا يأتي إلا إذا أراد الله، وما دام الله معك، فلن يُكسر ظهرك.

وتزداد ثقتك، ويقينك مع ترديدك لقول الله تعالى: «يُدبّر الأمر من السماء إلى الأرض»، فتعلم أن فوق هذا الكون من لا يغفل، ولا ينسى، ولا يخذل من أحسن التوكل عليه.

لا تجعل الرفض يحبطك، ولا تجعل الألم يكسرك، بل اجعل كل ما يحدث نقطة انطلاق نحو ما هو أجمل. واعلم أن الخير قد يتأخر، لكنه لا يغيب، وأن ما كتبه الله لك، سيأتيك في وقته الأجمل لا وقتك أنت.

شاركها.