سماهر سيف اليزل

ندى نسيم: إدمان اللعبة يزيد خطر الأذى الذاتيدرويش: قرار حظر اللعبة سيكون له آثار إيجابيةحسين: اللعبة مضرة في تأثيرها على طريقة التفكير

أكد عدد من الخبراء في المجال النفسي والتربوي والأسري أن لعبة الـ«روبلوكس» تثير قلقاً مؤخراً لما تشكله من خطر مباشر ومتنامٍ على الأطفال والمراهقين، مشيرين لضرورة الحراك وأخذ خطوات حاسمة أسوة بالدول التي حظرت اللعبة، وبينوا أن طبيعة اللعبة المفتوحة تتيح للأطفال التفاعل مع مستخدمين مجهولين حول العالم، مما يزيد احتمالية تعرضهم للاستدراج أو التعرض لمحتوى غير ملائم لقيم المجتمع البحريني والتحريض على العنف والانتحار، وأكدوا أن الانغماس في هذه الألعاب قد يسبب مشكلات سلوكية ونفسية للأطفال، كما يؤثر سلباً على تركيزهم والتحصيل الدراسي، بالإضافة إلى التأثير المجتمعي العام. ودعا الخبراء لتنظيم حملات توعوية للأسر وفي المدارس، لافتين إلى أن حماية الطفل تبدأ من داخل الأسرة؛ حيث إن الرقابة الأسرية تمثل خط الدفاع الأول، وأن متابعة أنشطة الأطفال الرقمية بشكل دوري تتيح التدخل المبكر عند ظهور أي مؤشرات خطر.

وبينوا أن خطوة الحظر التي اتخذتها العديد من الدول تعد خطوة مهمة لضمان بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأجيال القادمة، داعين لأن تنضم البحرين لهذه الدول، بالإضافة إلى العمل على تشريعات مختصة بالأمن التقني الرقمي، وتشكيل خطط وطنية جامعة بين التثقيف والتوعية وتوفير بدائل آمنة.

وقالت المختصة النفسية والأسرية ندى نسيم أن لعبة الروبلكس تثير قلقاً غير مسبوق في الآونة الأخيرة، وذلك لما تشكّله من تهديد مباشر ومتنامٍ تجاه الأطفال والمراهقين، بالإضافة الى تهديدها للصحة النفسية، فاللعبة تتيح للمستخدمين تصميم ألعابهم الخاصة والتفاعل مع الآخرين في عوالم افتراضية متنوعة، تزيد من احتمالية تعرض الصغار للاستغلال والتحرش الجنسي، خصوصاً في ظل ضعف وعي بعض الأسر أو فقدانها السيطرة على استخدام أبنائها للمنصة.

وأضافت أن استدراج الفئات التي تلعب باستمرار، والتي تكاد تصل إلى حد الإدمان على متعة التواصل الافتراضي، يعد مؤشراً خطيراً على احتمالية تعرض الأطفال لمخاطر جسيمة، من أبرزها:

تعزيز الدوافع الانتحارية.

التعـرض لمحتويــات جنسيـــة غير ملائمة.

الاستغلال من قبل المحتالين والمتربصين.

ارتفاع خطر الأذى الذاتي، وما يرافقه من مشاعر الخوف والعزلة.

الانشغال عن المهام الدراسية واليومية، وتزايد مشكلات التشتت وضعف التركيز.

وأضافت أن بعض الدول بادرت في خطوات مبكرة إلى حظر اللعبة أو تعديل قوانينها بما يحمي الأطفال والمراهقين ويحد من الكوارث المتوقعة، داعية إلى اتخاذ خطوات مشابهة في البحرين، وذلك لحمايةً للأطفال من هذه المخاطر، وصونا للأسرة والمجتمع من الاستنزاف السلوكي والعواقب الوخيمة الناجمة عن هذه اللعبة.

من جهته قال أخصائي الإرشاد الأسري والتربوي عبدالله درويش أن تأثير الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة سلبية على الأطفال والمراهقين بات واقعاً معاشا، وبناءً على ذلك يجب تعزيز الرقابة على الأبناء على مختلف الأصعدة مما يشاهدونه أو يلعبونه.

وأضاف أن قرار حظر اللعبة سيكون له آثار إيجابية على المدى القصير والطويل، فعلى المدى القصير حظر هذه اللعبة سيوقف التأثير السلبي لهذه اللعبة على الأطفال كالإدمان وسيحميهم من الاستغلال الجنسي، أما على المدى البعيد سيشجع هذا القرار شركات الألعاب على توفير بيئة آمنة للأطفال لضمان عدم الخسارة بسبب الحظر.

فيما أكد الباحث الاجتماعي عيسى حسين أن اللعبة بها أضرار واضحة على عقول وسلوك الأطفال والمراهقين، وقال إن المشكلة لا تنتهي كونها لعبة مضرة فقط بل بضررها في تأثيرها على طريقة تفكير الجيل الصغير والسلوك وحتى القيم، وأضاف أن ترك المشكلة بلا تحرك أو رقابة سنضطر مستقبلا لإصلاح مشاكل كان يمكن إيقافها من البداية.

ولفت إلى أن دور الجهات المعنية مهم جداً، وذلك من خلال مراقبة الألعاب والتطبيقات، وأن تسمع لمخاوف الأسرة والمجتمع والمدارس، واتخاذ القرارات فور ثبوت الخطر، وحماية الأبناء ومستقبلهم وقيمهم.

شاركها.