قال مسؤول فلسطيني اليوم الاثنين، إن مفاوضي حركة حماس في القاهرة تلقوا اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة، فيما يتواجد رئيس وزراء قطر أيضاً في مصر للضغط من أجل التوصل إلى هدنة، وأُشير إلى أن الوسطاء طالبوا “برد من حماس خلال الساعات القادمة”.
خطة هدنة جديدة في غزة
وفشلت حتى الآن جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، في تأمين وقف إطلاق نار دائم في الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً، والتي خلقت أزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة.
وقال المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته: إن الاقتراح الأخير من الوسطاء “هو اتفاق إطاري لإطلاق مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار”، ويدعو إلى هدنة أولية لمدة 60 يوما وإطلاق سراح الأسرى على دفعتين.
كما قال المسؤول: إن “حماس ستجري مشاورات داخلية بين قيادتها” ومع قادة الفصائل الفلسطينية الأخرى لمراجعة النص.
فيما قال مصدر من حركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الفلسطيني المسلح الذي قاتل إلى جانب حماس في غزة، لوكالة فرانس برس إن الخطة تتضمن “اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يتم خلالها إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، إلى جانب عدد من الجثث”.
من بين 251 أسير تم أسرهم خلال هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أشعل الحرب، لا يزال 49 أسير في غزة بما في ذلك 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وبحسب المصدر في حركة الجهاد الإسلامي، فإن “الأسرى المتبقين سيتم إطلاق سراحهم في مرحلة ثانية، على أن تتبعها مفاوضات فورية للتوصل إلى صفقة أوسع” لإنهاء “الحرب والعدوان” بشكل دائم بضمانات دولية.
وأضاف المصدر أن “جميع الأطراف تدعم ما قدمه” الوسيطان المصري والقطري.
وبحسب تقارير إعلامية، كانت حماس قد أبلغت الوسطاء خلال الأيام الماضية استعدادها لقبول المقترح النهائي الذي قدمه الوسطاء دون التعديلات التي أُدخلت عليه.
وذُكر أن حماس ورؤساء المخابرات المصرية عقدوا سلسلة اجتماعات في القاهرة، كما عقد قادة حماس وقادة فصائل أخرى اجتماعات لبحث سبل التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف تنفيذ مخطط إسرائيل لاحتلال غزة.
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته معبر رفح الحدودي مع غزة اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يزور مصر “لتعزيز جهودنا المشتركة القائمة من أجل ممارسة أقصى قدر من الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن”.
وفي إشارة إلى الظروف الإنسانية المزرية التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، حيث حذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من المجاعة، أكد عبد العاطي على ضرورة التوصل إلى اتفاق، قائلاً: إن “الوضع الحالي على الأرض يفوق الخيال”.
والخميس الماضي، سافر رئيس الموساد، دادي برنياع، إلى قطر وأوضح في اجتماع أن التوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس أمرٌ غير وارد.
من جانبها، أفادت قناة “كان” الإخبارية أن وزراء في الحكومة ينتقدون نتنياهو لعدم استبعاده صراحةً صفقةً جزئيةً لإطلاق سراح أسرى.
وقال أحد الوزراء إن على رئيس الوزراء تقديم إجاباتٍ قاطعة، وإلا فسيكون ذلك بمثابة إرسال جنودٍ إلى المعركة دون إخبارهم الحقيقة.
وفي الاجتماع الأخير للحكومة، صرّح الوزير ديرمر بأنه من غير المؤكد أن يُنسب الفضل إلى الجانب الأمريكي في إبرام صفقةٍ جزئية.
ويذكر أن وفد من كبار مسؤولي حماس، برئاسة خليل الحية، كانوا قد وصلوا إلى القاهرة مطلع الأسبوع الماضي لاستئناف المحادثات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق ومنع التصعيد.
وبحسب التقارير، كُشف النقاب عن تفاصيل الاتفاق، الذي بادر به ممثلون عن مصر وقطر وتركيا، والذي سيتضمن إطلاق سراح الأسرى، وتجميد النشاط العسكري لحماس مع ضمانات، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم.
في غضون ذلك، كُشف النقاب عن أن مصر تمارس ضغوطا غير مسبوقة على حماس للتوصل إلى اتفاق.
ـ الوضع الميداني
على الأرض، قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن الضربات الإسرائيلية وإطلاق النار في جميع أنحاء القطاع أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل يوم الاثنين.
وفي هذه الأثناء، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بتنفيذ “سياسة متعمدة” لتجويع غزة و”تدمير الصحة والرفاهية والنسيج الاجتماعي للحياة الفلسطينية بشكل منهجي”.
ورغم فرض إسرائيل قيوداً مشددة على المساعدات المسموح بدخولها إلى قطاع غزة، فإنها رفضت مراراً وتكراراً ادعاءات التجويع المتعمد.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل 1219 شخصا، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 61944 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية