أصدرت اللجنة الحكومية للبحث عن المفقودين في سوريا هذا الأسبوع أرقاما صادمة حول حجم حالات الاختفاء في البلاد.
ـ صدمة في سوريا من كشف جديد
ووفقا لتقديرات رسمية، اختفى مئات الآلاف من السوريين خلال عقود من الحكم القمعي لعائلة الأسد البائدة، وكشف محمد رضا الجلحي، رئيس اللجنة التي شُكّلت في مايو/أيار، عن الحجم الحقيقي للمأساة في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أمس الإثنين، إذ قال: “تتراوح تقديراتنا لعدد المفقودين بين 120 ألفا و300 ألف شخص، وقد يكون العدد أكبر”.
فصل وحشي بشكل خاص خلال الثورة السورية
أضافت عائلة الأسد البائدة خلال الثورة السورية، التي اندلعت في عام 2011، فصلاً قاتماً آخراً إلى القائمة الطويلة من الفظائع.
وبحسب تحليل أجراه موقع “ديلي صباح” التركي، بدأت الفظائع القاتمة بعد حملة قمع وحشية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة من قبل بشار الأسد، الذي أُطيح به في النهاية من السلطة في ديسمبر الماضي، وحل محله أحمد الشرع.
وخلال سنوات الثورة وحدها، تم اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص أو اختفوا.
وقد اتُهمت أطراف عدة بارتكاب فظائع، بما في ذلك تنظيم داعش، الذي استولى على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق المجاور ونفذ انتهاكات واسعة النطاق وإعدامات جماعية.
ـ نظام السجون: آلة إرهاب الأسد
استند حكم عائلة الأسد إلى نظام قمع ممنهج جعل سوريا من أكثر بقاع المنطقة وحشية، ويضم نظام سجون العائلة مواقع مرعبة ومظلمة، مثل سجن صيدنايا، المعروف بأنه المكان الذي “يختفي فيه الناس دون أثر”.
وأصبحت هذه السجون رمزا لعنف النظام وقمعه، إذ يختفي فيها آلاف السجناء السياسيين والمدنيين الأبرياء دون أن تعلم عائلاتهم ما حدث لهم.
ـ أدلة دامغة من الميدان
كشفت اللجنة عن أدلة مادية صادمة على حجم الفظائع، كما كشف الجلحي: “لدينا خريطة تضم أكثر من 63 مقبرة جماعية موثقة في سوريا”.
إلا أنه لم يوضح الموقع الدقيق للقبور، أو من حفرها، أو هويات المدفونين فيها.
ويشهد هذا الرقم المذهل على منهجية وحجم عمليات القتل خلال سنوات الحكم، ويشير إلى أنها كانت جرائم منظمة ومخطط لها، وليست أحداثا عفوية.
تحديات هائلة تنتظر المجتمع السوري
حذر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يناير من أن تحديد مصير المفقودين سيكون “مهمة ضخمة قد تستغرق سنوات”.
وينبع التعقيد من حجم المفقودين والوقت الذي انقضى وتدمير الوثائق خلال سنوات الثورة.
وأكد الجلحي على الأهمية الأوسع للمهمة: “حيوية لعملية العدالة الانتقالية والسلم الأهلي”.
كما وصف قضية المفقودين بأنها “واحدة من أكثر القضايا تعقيدا وإيلاما في سوريا”.
وتضع الأرقام المروعة التي كشفت عنها اللجنة سوريا تحت حكم الأسد كواحدة من أسوأ حالات الاختفاء الجماعي في العصر الحديث.
ويؤكد هذا أن العمل الذي يواجه اللجنة والمجتمع السوري ككل الآن هائل: تحديد مكان مئات الآلاف من المفقودين وتوثيقهم واستعادة أي أثر لهم.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية