تخطط وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” لإنفاق أكثر من 3.5 مليار دولار، في إطار تجديد مخزونات الأسلحة، وذلك في أعقاب دعم الولايات المتحدة العمليات الإسرائيلية المتكررة، ما يُبرز كلفة الحفاظ على وجود مُعزز في منطقة الشرق الأوسط، حسبما أفادت به “بلومبرغ”.

وهذه الأموال، المُبينة في وثائق الميزانية التي أُعدّت حتى منتصف مايو الماضي، مُخصصة لإعادة تخزين الأسلحة، مثل الصواريخ التي تُطلق لصد الهجمات الإيرانية، بما في ذلك مليار دولار على الأقل لصواريخ اعتراضية من شركة RTX، بالإضافة إلى مجموعة من المهام الروتينية، بما في ذلك صيانة الرادارات، وتجديد السفن، ونقل الذخائر.

ويستند مخطط التجديد، المفصل في عدة وثائق يعود تاريخها إلى سبتمبر الماضي، والمُقدّم إلى لجان الدفاع في الكونجرس، إلى قانون المخصصات الأمنية التكميلية الإسرائيلي لعام 2024، والذي يتضمن 14 مليار دولار، جزئياً، لإعادة بناء المخزون الأميركي ودفع ثمن المزيد من الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية.

ويُصنَّف هذا الإنفاق على أنه ضروري لتعويض التكاليف التي تتحملها القيادة المركزية الأميركية وسط الاستجابات “للوضع في إسرائيل” أو غيرها من الأعمال الناجمة عنها، فضلاً عن “العمليات القتالية الأميركية التي يتم تنفيذها بناءً على طلب إسرائيل أو بالتنسيق معها للدفاع عن إسرائيل أو الأفراد أو الأصول الإسرائيلية أثناء الهجمات التي تشنها إيران أو وكلائها”.

مواجهة إيران

وتشير الوثائق التي أوردتها “بلومبرغ”، إلى الجهود الأميركية في مواجهة هجوم إيران في أبريل 2024، والذي شمل أكثر من 110 صواريخ باليستية متوسطة المدى، وما لا يقل عن 30 صاروخ كروز هجومي بري، وأكثر من 150 مسيرة.

ووفقاً لمراجعة أجريت في 7 أغسطس الجاري، لسجلات التصدير الأميركية التي جمعها “مركز السياسة الدولية” غير الربحي ومقره واشنطن، فإن طلبات التجديد، التي تنبع عموماً من التكاليف المتكبدة من أواخر عام 2023 فصاعداً، منفصلة عن 4.2 مليار دولار من الأسلحة والمعدات الأميركية المرسلة إلى إسرائيل بين أكتوبر 2023، ومايو 2024.

وبلغ أكبر طلب منفرد مذكور في الوثائق مليار دولار، وكان لاستبدال نماذج مختلفة من صاروخ اعتراضي قياسي من طراز RTX، وفي مقدمتها النسخة المتقدمة “SM-3 IB Threat Upgrade” المصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية، والتي تتراوح كلفتها بين 9 ملايين و12 مليون دولار للواحدة، وقد أطلقتها سفن البحرية الأميركية لأول مرة ضد الصواريخ الإيرانية خلال هجمات أبريل 2024.

وكشفت الوثائق عن طلب البنتاجون إنفاق 1.4 مليون دولار، لتغطية تكاليف “رحلة مهمة خاصة” من الولايات المتحدة إلى موقع لم يُكشف عنه، والتي سرّعت نقل قذائف SM-3 IB جديدة كبدائل للصواريخ المُستهلكة.

في يونيو الماضي، أطلقت مدمرتان تابعتان للبحرية الأميركية من طراز “إيجيس” للدفاع الصاروخي في شرق البحر الأبيض المتوسط، صواريخ SM-3 دفاعاً عن إسرائيل، وانضمت إلى سفن البحرية وحدة برية تابعة للجيش في المنطقة، أطلقت صواريخ اعتراضية من طراز “ثاد” على الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ويتعلق ثاني أكبر طلب لتجديد الأسلحة في الوثائق بمبلغ 204 ملايين دولار لشراء المزيد من صواريخ اعتراضية من طراز “ثاد” من شركة “لوكهيد مارتن”، إذ تبلغ الكلفة الأساسية لإنتاج كل صاروخ اعتراضي حوالي 12.7 مليون دولار.

كما طُلب مبلغ 9.2 مليون دولار إضافي لصيانة مؤجلة لرادار TPY-2 القوي لنظام “ثاد”، والذي تسبب في حاجة غير مخطط لها لاستبدال ثمانية محركات ومولدات كهربائية من وحدة الطاقة الرئيسية.

وكشف البنتاجون،  أكتوبر الماضي، عن نيته نشر بطارية “ثاد” في إسرائيل، لكن أحدث وثائق التمويل كشفت عن “نشر غير مخطط له لنظام ثاد في موقع جديد”.

شاركها.