حدد أطباء سبعة إجراءات صحية مهمة لعودة آمنة للطلاب، وحمايتهم من الإصابة بأمراض موسمية معدية، مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد، مشيرين إلى أن عودة الدراسة ترتبط عادة بزيادة انتشار نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق واللوزتين والالتهاب الشعبي أو الرئوي والربو التحسسي، إضافة إلى أمراض العيون، كالتهاب الملتحمة والتهاب الجفن والحساسية العينية وجفاف العين، نتيجة الاختلاط المباشر ومشاركة الأدوات وعدم التزام العادات الصحية.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن إجراءات الوقاية من العدوى، تشمل: «التأكد من استكمال التطعيمات اللازمة، وتعزيز مناعة الطفل بالتغذية المتوازنة والنوم الكافي وممارسة الرياضة، ومراقبة أي أعراض، مثل الحمى أو السعال، وزيارة الطبيب عند ظهور أعراض تنفسية شديدة أو متكررة، والتأكيد على الطفل لغسل اليدين بانتظام، وعدم مشاركة الأدوات أو الأغراض الشخصية، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم إلا بعد غسل اليدين، والابتعاد عن أي زميل تبدو عليه أعراض مرضية».

وحذّر الأطباء من خطورة الأمراض التنفسية المعدية، إذ قد تؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، الذي يعد من أخطر الإصابات، وقد يستدعي دخول المستشفى، خاصة لدى الأطفال ذوي المناعة الضعيفة، كما أن سرعة انتشار هذه الأمراض تتسبب في غياب أعداد كبيرة من الطلاب عن الدراسة، فضلاً عن انتقال العدوى إلى الأسر والمجتمع.

ودعوا إلى عدم الاستخفاف بأعراض خفيفة، مثل الرشح أو السعال أو ارتفاع في الحرارة، باعتبارها قد تكون مؤشراً لبداية عدوى قابلة للانتشار السريع، لافتين إلى أن إرسال الطالب المريض إلى المدرسة قد يعرّض زملاءه ومعلّميه لخطر العدوى.

وبينوا أن الأطفال في المراحل المبكرة من التعليم الأساسي (من 4 إلى 9 سنوات) هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، نظراً لضعف المناعة النسبي.

فيروسات شائعة

وأكدت أخصائية طب الأسرة، الدكتورة رحاب يوسف السعدي، أن عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة عادة ما ترتبط بزيادة ملحوظة في انتشار أمراض الجهاز التنفسي، نتيجة الاختلاط المباشر داخل الفصول والحافلات المدرسية، ومشاركة الأدوات، وعدم التزام بعض الأطفال العادات الصحية مثل غسل اليدين بانتظام.

وأوضحت أن أبرز هذه الأمراض يشمل نزلات البرد والإنفلونزا، نتيجة الفيروسات الشائعة في بيئة مزدحمة ومغلقة، والتهاب الحلق واللوزتين، بسبب البكتيريا أو الفيروسات التي تنتقل عبر العطس والسعال، والالتهاب الشعبي والرئوي قد يظهر كنتيجة لمضاعفات الإنفلونزا أو ضعف المناعة، إضافة إلى تفاقم أعراض الربو التحسسي بسبب الغبار، والتغيرات الموسمية، والتعرض لعدوى متكررة.

وحذرت من خطورة الأمراض التنفسية المعدية، إذ إن الإنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، الذي يعد من أخطر الإصابات، وقد يتطلب دخول المستشفى، خصوصاً لدى الأطفال ذوي المناعة الضعيفة، كما أن سرعة الانتشار تؤدي إلى غياب عدد كبير من الطلاب عن الدراسة، وإمكانية انتقال العدوى إلى الأسرة والمجتمع.

وشددت على أهمية اتباع إجراءات وقائية داخل المدرسة والحافلات، تشمل التهوية الجيدة داخل الفصول، وتشجيع الأطفال على غسل اليدين بانتظام، واستخدام المناديل عند العطس أو السعال، والتخلص منها بشكل صحيح، وتعقيم الفصول والحافلات بشكل دوري، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية للأطفال.

ووجهت نصائح مهمة للأهالي للحفاظ على صحة أبنائهم، تشمل التأكد من استكمال التطعيمات اللازمة قبل بدء الدراسة، خصوصاً تطعيم الإنفلونزا، وتعزيز مناعة الطفل من خلال الغذاء الصحي والنوم الكافي وممارسة الرياضة، ومراقبة أي أعراض تظهر على الطفل مثل الحمى والسعال المستمر، وعدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة، واستشارة الطبيب، وتذكير الأطفال بأهمية النظافة الشخصية.

وأكدت أن الوقاية من الأمراض والعدوى مع بداية العام الدراسي تبدأ من المنزل، وأن تعاون الأهل والمدرسة معاً يعد خط الدفاع الأول لحماية الأطفال والمجتمع من موجة الأمراض التنفسية مع بداية العام الدراسي.

الأمراض التنفسية

وقال استشاري طب الأطفال، الدكتور أمجد حيدر، إن الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية والمعدية مع بداية العام الدراسي هم الأطفال في المراحل المبكرة من التعليم الأساسي (الروضات والصفوف الأولية من عمر 4 إلى 9 سنوات).

وأوضح أن هناك أسباباً رئيسة تجعل هذه الفئة أكثر عرضة، وتشمل ضعف المناعة النسبي، نتيجة عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي بشكل كامل، وسلوكيات النظافة غير المكتملة، إذ لا يلتزم الأطفال دائماً غسل اليدين أو تغطية الفم عند السعال والعطاس، كما يميلون إلى مشاركة الأدوات مثل الأكواب والألعاب دون إدراك خطر العدوى، والاختلاط المباشر واللعب الجماعي في الصف أو الساحات، ما يسهل انتقال الفيروسات والجراثيم، وصعوبة شرح الإجراءات الوقائية بشكل كامل للأطفال الصغار.

وشدد على أهمية اتباع نصائح للوقاية تشمل الأهل والطلاب والمدارس على حد سواء، من خلال متابعة الحالة الصحية اليومية للطلاب، وتعزيز برامج التوعية الصحية، وتوفير بيئة نظيفة، وتعليم الأطفال تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم إلا بعد غسل اليدين، والابتعاد عن أي زميل تظهر عليه أعراض مرضية.

وحذّر من التهاون بالأعراض الخفيفة، مثل الرشح أو السعال أو ارتفاع بسيط في الحرارة، مشدداً على أنها قد تكون مؤشراً لبداية عدوى معدية تنتشر بسرعة بين الطلاب، مؤكداً أن العودة الآمنة للمدارس مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والطفل، وأن التوعية المبكرة، والتزام الوقاية، والتدخل السريع عند ظهور الأعراض، هي مفاتيح أساسية لحماية البيئة المدرسية من الأمراض المعدية الموسمية.

عيادات العيون

وأكدت اختصاصية طب وجراحة العيون، الدكتورة بافلي معوض حنا، أن بداية العام الدراسي تشهد تزايداً في تردد الأطفال إلى عيادات العيون، حيث تبدأ العديد من مشكلات النظر بالظهور بشكل أوضح، نتيجة الجهد البصري الكبير، والمتابعة الدقيقة من الأهل والمعلمين.

وأوضحت أن أبرز هذه المشكلات يشمل قصر النظر، ويظهر عند مواجهة الطفل صعوبة في رؤية السبورة، والحَوَل أو كسل العين غالباً ما يُكتشف عند ملاحظة ضعف الانتباه أو ميل الرأس أثناء القراءة، وجفاف العين الناتج عن زيادة استخدام الأجهزة اللوحية والدراسة لساعات طويلة.

وأضافت أن هناك أمراضاً معدية تصيب العيون تنتشر بين الأطفال في المدارس، أبرزها «التهاب الملتحمة الوبائي»، وتظهر أعراضه في صورة احمرار العين، وإفرازات لزجة، ودموع غزيرة، وحكة، وشعور بجسم غريب، وينتقل بسهولة عبر اللمس أو استخدام المناشف المشتركة، و«التهاب الجفن» الذي يترافق مع احمرار على حواف الجفن وقشور شبيهة بقشرة الرأس، وحكة، و«الحساسية العينية»، وتتميز بحكة شديدة ودموع واحمرار، وتزداد غالباً مع التعرض للغبار أو العطور.

وحذرت من مخاطر الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية والهواتف، مشيرة إلى أنها تسبب إجهاد العين الرقمي المصحوب بصداع وتشوش في الرؤية، كما تزيد من احتمالية تطور قصر النظر مع الاستخدام لساعات طويلة يومياً، مبينة أن عدد الساعات الآمنة لاستخدام الأجهزة يجب أن يكون ساعة واحدة يومياً للأطفال من 57 سنوات، وساعتين يومياً من 812 سنة، وثلاث ساعات كحد أقصى للمراهقين لأغراض الترفيه (عدا وقت الدراسة).

وأكدت أهمية إجراء فحص نظر سنوي للأطفال مع بداية العام الدراسي الجديد، حتى في حال عدم وجود أعراض واضحة، حيث يساعد الفحص المبكر على اكتشاف مشكلات مثل قصر النظر، وطول النظر أو الحول، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين التحصيل الدراسي ومنع تدنيه بسبب ضعف النظر غير المشخّص.

وللحد من إجهاد العين الناتج عن الدراسة أو الأجهزة، أوصت حنا بتطبيق قاعدة 202020 (كل 20 دقيقة ينظر الطفل إلى جسم يبعد 20 قدماً نحو 6 أمتار لمدة 20 ثانية)، مع توفير إضاءة مناسبة أثناء القراءة، وتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الخارجية في الهواء الطلق بما لا يقل عن ساعة يومياً، حيث يسهم التعرض للضوء الطبيعي في تقليل تطور قصر النظر، كما شددت على أهمية استخدام قطرات مرطبة في حال وجود جفاف، وضبط ارتفاع الشاشة بحيث تكون على مستوى العين أو أسفل قليلاً.

النظام الغذائي

من جانبها، أكدت أخصائية التغذية، شيخة العامري، أن اتباع نظام غذائي متوازن يعدّ الركيزة الأساسية لتعزيز مناعة الطلاب خلال فترة العودة إلى المدارس، مشيرة إلى أن الخضراوات والفواكه يجب أن تشكل عنصراً رئيساً في النظام الغذائي اليومي للطفل، بما لا يقل عن خمس حصص يومياً (ما يعادل خمسة أكواب من الخضار)، لاحتوائها على مضادات الأكسدة المهمة مثل فيتامين C وA التي تدعم جهاز المناعة.

وأوضحت أن إضافة خيارات صحية من البروتين مثل البيض، الأسماك (مرتين على الأقل في الأسبوع)، البقوليات والدجاج، يسهم في تكوين الأجسام المضادة وتجديد الخلايا المناعية، كما شددت على أهمية التركيز على الحبوب الكاملة والألياف لدعم صحة الأمعاء، حيث يشكل الميكروبيوم خط دفاع أساسي ضد العدوى، إلى جانب تناول الأطعمة الغنية بـ«البروبيوتيك» مثل الزبادي، لتحسين توازن البكتيريا النافعة، وتعزيز المناعة.

وحذرت من الإفراط في تناول السكريات والوجبات السريعة، مؤكدة أنها تضعف الاستجابة المناعية، وترفع من خطر الالتهابات.

وفيما يخص المكملات الغذائية، أشارت العامري إلى أن فيتامين D يعد ضرورياً لصحة العظام والمناعة، حيث توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بجرعة يومية مقدارها 400 وحدة دولية للرضع، و600 وحدة للأطفال والمراهقين، لافتة إلى أن نقصه يرتبط بزيادة التهابات الجهاز التنفسي، بينما استخدام الجرعات العالية لا يُنصح به إلا تحت إشراف الطبيب، أما فيتامين C فالحاجة اليومية للأطفال تراوح بين 15 و45 ملغ، حسب العمر.

شاركها.