التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، وفداً إسرائيلياً لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأضافت الوكالة أن “النقاشات تركزت حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974”.

وأشارت إلى أن “هذه النقاشات تجري بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها”.

يُذكر أنه في عام 1974 أبرمت سوريا وإسرائيل اتفاقية فض الاشتباك في مدينة جنيف بسويسرا، وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً، بهدف الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة.

وبموجب الاتفاق تم إنشاء منطقة عازلة، فضلاً عن منطقتين متساويتين من القوات والأسلحة المحدودة للطرفين على جانبي المنطقة.

ودعا الاتفاق إلى إنشاء قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك تحت اسم “يوندوف” (UNDOF) بموجب قرار مجلس الأمن رقم 350 (1974)، وذلك وفقاً لبيانات موقع “عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام”.

اجتماع أردني سوري أميركي

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت سوريا، والأردن، والولايات المتحدة في بيان مشترك، الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم الحكومة السورية في جهودها الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية بجنوب البلاد.

ووفقاً للبيان، استضافت العاصمة عمّان، اجتماعاً أردنياً سورياً أميركياً مشتركاً، لـ”بحث الأوضاع في سوريا، وسبل دعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها وعدم التدخل بشؤونها، وتلبي طموحات شعبها، وتحفظ حقوق كل السوريين”.

وشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ونظيره السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم باراك، ومُمثّلون عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث، استكمالاً لـ”المباحثات التي كانت استضافتها عمّان بتاريخ 19 يوليو الماضي، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب سوريا وحل الأزمة هناك”، بحسب بيان مشترك.

وأشار البيان إلى أن المجتمعين شددوا على أن “محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، وحقوق أبنائها محمية ومحفوظة في مسيرة إعادة بناء سوريا الجديدة، وبما يضمن تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل سوريا”.

لقاء سوري إسرائيلي في باريس 

وفي يوليو الماضي، قال مصدر دبلوماسي سوري، وصفته قناة “الإخبارية” السورية، بأنه مطّلع، إن مسؤولين سوريين اجتمعوا في باريس بمسؤولين إسرائيليين، لبحث احتواء التصعيد.

وأشار المصدر، وفق قناة “الإخبارية”، بأن اللقاء الذي جرى بوساطة أميركية، تمحور حول التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا، لافتاً إلى أنه “لم يسفر عن أي اتفاقيات نهائية”، حسبما نقلت القناة السورية.

وأضاف المصدر الدبلوماسي السوري، أن اللقاء الذي ضمّ وفداً من وزارة الخارجية السورية وجهاز الاستخبارات العامة، مع الجانب الإسرائيلي كان “عبارة عن مشاورات أولية تهدف إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل في ظل التصعيد المستمر منذ أوائل ديسمبر الماضي”.

وشدّد الوفد السوري خلال اللقاء، على أن وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية، مبدأ غير قابل للتفاوض، وأن السويداء وأهلها جزء أصيل من الدولة السورية، لا يمكن المساس بمكانتهم أو عزلهم تحت أي ذريعة، وفق ما نقلته “الإخبارية” السورية عن المصدر.

ونقلت القناة الحكومية السورية، عن المصدر قوله، إنه “تم التأكيد على أن الشعب السوري، ومعه مؤسسات الدولة، يسعون جدياً إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وأن السوريين بعد سنوات من الصراع، يتطلعون اليوم إلى الأمن والاستقرار، ورفض الانجرار نحو مشاريع مشبوهة تهدد وحدة البلاد”.

وقال المصدر، إن “الوفد رفض بشكل قاطع أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، وأي محاولة لاستغلال فئات من المجتمع السوري في مشاريع التقسيم أو خلق كيانات موازية تفتت الدولة وتغذي الفتنة الطائفية”.

كما أكد الجانب السوري خلال اللقاء، وفق الدبلوماسي السوري، أن “أي محاولات لجرّ البلاد نحو الفوضى أو العنف الداخلي مرفوضة بالكامل”، محذراً من “مخططات تستهدف النسيج الوطني السوري”، ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في منع الانزلاق نحو مزيد من التصعيد.

شاركها.