عقدت الهيئة التشريعية في ولاية كاليفورنيا جلسة استماع الأربعاء، وسط تسارع جهود الديمقراطيين بالولاية نحو تمرير تشريع يدعو لإجراء انتخابات خاصة في نوفمبر، للتصويت على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، لمواجهة جهود الجمهوريين في تكساس الذين مرروا خريطة جديدة من شأنها أن تمنح الحزب الجمهوري 5 مقاعد جديدة في مجلس النواب، قبل انتخابات التجديد النصفي في 2026.

ودعا حاكم الولاية الديمقراطي جافين نيوسوم الأسبوع الماضي، المشرعين في الولاية إلى تمرير إجراء اقتراع لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، رداً على خطط تكساس، وقال إنه سيتراجع إذ ما تراجع الجمهوريون في الولاية الحمراء.

ولكن عقب تصويت ليلة الأربعاء في أوستن بتكساس، كتب نيوسوم على منصة “إكس”: “الأمر بدأ يا تكساس”، وهاجم حاكم الولاية الجمهورية جريج أبوت، وقال: “سيتذكرك التاريخ كالرجل الذي مزق مبادئ أمتنا المؤسسة.. يا له من إرث”.

وهاجم ترمب نيوسوم بعد تصويت تكساس، وقال إن نسب تأييده منخفضة، وإنه “يدمر الولاية التي كانت عظيمة يوماً، كاليفورنيا”، وقال: “سأنقذ كاليفورنيا”.

ورد عليه نيوسوم وقال: “هل شعرت بالاستفزاز؟”

وكشف الديمقراطيون في كاليفورنيا بدفع من نيوسوم، في 15 أغسطس، عن مسودة لخريطة جديدة لدوائر الكونجرس الانتخابية، قد تؤدي إلى خسارة الجمهوريين 5 مقاعد في مجلس النواب عن الولاية.

وأعلن الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما دعمه لخطة نيوسوم للتصدي لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، معتبراً إياها “نهجاً مسؤولاً”، واتهم الجمهوريين بأنهم “لا يؤمنون بالديمقراطية الشاملة”.

وبعكس تكساس، فإن مسار تغيير الخرائط في كاليفورنيا أكثر تعقيداً ولا يملك المجلس التشريعي السلطة عليه، إذ أن لجنة رسم الخرائط تملك سلطة مستقلة بعيداً عن التحزبات السياسية، ويريد نيوسوم تجاوز اللجنة، عبر منح الناخبين في نوفمبر القرار لتجاوز اللجنة من عدمه.

اقترع نوفمبر في كاليفورنيا

ووفق الخطة التي أعلنها نيوسوم، سيقرر الناخبون في نوفمبر، ما إذا كانوا سيتجاوزون قرار لجنة إعادة التقسيم المستقلة في الولاية، ويوافقون على خرائط مؤقتة يرسمها الديمقراطيون لبقية العقد الجاري.

ووفقاً لتقديرات مركز السياسة بجامعة فيرجينيا، فإن تلك الخرائط تمثل النقيض السياسي للخرائط التي اُعتمدت في تكساس، حيث تُعرّض عدداً من النواب الجمهوريين الحاليين بالولاية للخطر، وتُمكّن الديمقراطيين من الفوز بما يصل إلى خمسة مقاعد من الخرائط الجديدة. 

وتحولت جلسة الاستماع إلى مواجهة حادة مع تكرار المقاطعات والتصادمات بين المشرعين، كما وجّه الجمهوريون اتهامات متكررة للديمقراطيين بإهدار الموارد الحكومية، مشيرين إلى أن إجراء انتخابات خاصة على مستوى الولاية سيكلف مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى رفضهم الالتزام بالاتفاق الذي منح لجنة إعادة التقسيم المستقلة في الولاية صلاحياتها في المقام الأول.

جمهوريو كاليفورنيا يعترضون

وقال النائب الجمهوري ديفيد تانجيبا: “على كاليفورنيا أن تقود الطريق، وعندما تقرر الولايات الأخرى اتخاذ مسار مختلف، لا ينبغي لنا أن نرد عليها، بل يجب أن نثبت بالمثال أننا قادرون على القيام بذلك بشكل أفضل، وأننا نضع الأسس لباقي الأمة”.

ويسعى الجمهوريون إلى تأخير هذه العملية، حيث رفع مجموعة من المشرعين دعوى قضائية هذا الأسبوع، مؤكدين أن الديمقراطيين لم يمنحوا الناخبين الوقت الكافي لمراجعة التشريع قبل التصويت.

وانتقد النائب الديمقراطي ستيف بينيت عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية التي أجراها الجمهوريون في تكساس، مقارناً إياها بـ”عمليات الاستيلاء على السلطة من قِبل مستبدين”.

وقال بينيت: “نحن نفضّل الاتفاق الذي التزمنا جميعاً بموجبه باللعب وفق القواعد القديمة، لكن عندما يُغيّر المستبدون القواعد والمعايير التي نستخدمها لتحديد مَن يملك السلطة، يمكننا إما أن نقاوم أو أن نخسر القدرة على المقاومة إلى الأبد”.

معارك منتظرة في ولايات أخرى

وبينما تظل الأضواء مُسلّطة على كاليفورنيا وتكساس، تبقى قضية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية ملفاً مفتوحاً في ولايات أخرى. 

فعقب تمرير الخريطة الجديدة في تكساس، دعا الرئيس دونالد ترمب المزيد من الولايات الجمهورية لإعادة تقسيم دوائرها “للحصول على 100 مقعد إضافي”، وطالب بوقف التصويت عبر البريد.

ودعا ترمب ولايتي فلوريدا وإنديانا والولايات الجمهورية الأخرى، إلى إعادة  تقسيم الدوائر للحصول على المزيد من المقاعد، وقال: “تكساس لا تخذلنا أبداً. فلوريدا، وإنديانا، وغيرها تتطلع لفعل الشيء نفسه. المزيد من المقاعد يعني جريمة أقل، واقتصاداً عظيماً، وحماية أكبر للتعديل الثاني”.

أوهايو

ويتعيّن على ولاية أوهايو، بموجب القانون، إعادة رسم حدود دوائرها الانتخابية، بعدما أقر المجلس التشريعي خريطة عام 2021 من دون دعم الديمقراطيين.

وقد يكون التوقيت مناسباً للجمهوريين، الذين يسيطرون على المجلس التشريعي، إذ قد يحققون مكاسب اعتماداً على الكيفية التي ستُرسم بها الخرائط الجديدة، لا سيما أن اثنين من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الثلاثة في الولاية فازوا بإعادة انتخابهم في الدورة الأخيرة بفارق يقل عن ثلاث نقاط مئوية. 

إنديانا

وفي إنديانا، أعلن أعضاء الكونجرس الجمهوريون خلال الأيام الأخيرة دعمهم لإعادة رسم الخرائط، حيث يسيطر الحزب بالفعل على سبعة من أصل تسعة مقاعد في الكونجرس.

ولم يوضح حاكم الولاية الجمهوري مايك براون ما إذا كان يعتزم الدعوة إلى عقد جلسة تشريعية خاصة، لكن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس زار الولاية هذا الشهر للقاء براون في ظل تصاعد الجدل حول إعادة تقسيم الدوائر.

ميزوري

وفي ميزوري، يواصل الجمهوريون الضغط على الحاكم مايك كيو للدعوة إلى عقد جلسة تشريعية خاصة لإعادة تقسيم الدوائر، حيث يسيطر الحزب على ستة من أصل ثمانية مقاعد في الكونجرس. 

فلوريدا

أما في فلوريدا، فقال الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس هذا الأسبوع، إن الناس يمكنهم “توقّع” إعادة رسم الخرائط، نظراً لما وصفه بـ”التحول الجذري في التركيبة السكانية” منذ تعداد 2020. 

تحديات أمام الولايات الديمقراطية

وخارج كاليفورنيا، حيث تخضع محاولات الديمقراطيين لموافقة الناخبين، يواجه الحزب تحديات إضافية إذا ما أراد المضي قدماً في إعادة رسم الخرائط الانتخابية في ولايات أخرى. 

ففي إلينوي، لم يستبعد الحاكم جي بي بريتزكر، الذي أبدى دعماً علنياً لمحاولات الديمقراطيين في مجلس نواب تكساس لتأجيل عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في ولايتهم، القيام بمحاولة لإعادة تقسيم الدوائر في ولايته، رغم أن الديمقراطيين يسيطرون بالفعل على 14 من 17 مقعداً في الكونجرس عن الولاية.

وفي نيويورك، أبدى الديمقراطيون اهتماماً بإعادة رسم الخرائط الانتخابية هناك، لكنهم يواجهون عقبات لوجستية تتعلق بتعديل دستور الولاية، ما يعني على الأرجح عدم إجراء أي تغييرات حتى عام 2028 على أقرب تقدير، بحسب NBC News. 

شاركها.