أعلنت تايوان عزمها زيادة الإنفاق الدفاعي بأكثر من 20% العام المقبل ليتجاوز 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع استثمار مليارات إضافية للحصول على عتاد جديد لمواجهة الصين بشكل أفضل وإقناع الولايات المتحدة بأنها تأخذ دعوات تعزيز جيشها على محمل الجد.

وتأتي هذه الخطوة في وقت كثفت فيه الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، ضغوطاً عسكرية وسياسية على مدى السنوات الخمس الماضية لتأكيد مطالباتها بالسيادة على الجزيرة، وهو ما ترفضه تايبيه بشدة.

وتتعرض تايوان لضغوط أيضاً بسبب دعوات من واشنطن لزيادة إنفاقها الدفاعي بما يتشابه مع الضغوط الأميركية على أوروبا. وقال الرئيس التايواني لاي تشينج-ته هذا الشهر إنه يرغب في زيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل.

وصرح رئيس الوزراء التايواني تشو جونج-تاي للصحافيين بأن الإنفاق الدفاعي لعام 2026 سيصل إلى 949.5 مليار دولار تايواني (31.27 مليار دولار أميركي).

وأظهرت بيانات حكومية أن هذا المبلغ، الذي يمثل 3.32 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، يتجاوز عتبة الثلاثة بالمئة لأول مرة منذ 2009.

وقال تشو الخميس، إن هذا “دليل ملموس آخر للعالم ولشعبنا على تصميمنا وقدرتنا على حماية السيادة الوطنية والأمن والحفاظ على الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي والوفاء بمسؤولياتنا المشتركة تجاه العالم”.

وأضاف أن تايوان تتبع نموذج حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال إدراج الإنفاق على خفر السواحل وقدامى المحاربين في إجمالي الإنفاق الدفاعي.

وقال رئيس مكتب مراقب وزارة الدفاع للصحافيين إن ذلك يمثل ارتفاعاً بنسبة 22.9 بالمئة عن هذا العام.

علينا الاعتماد على أنفسنا

وقالت وزارة الخارجية التايوانية الثلاثاء، إن تايوان يجب أن تعتمد على نفسها لضمان أمنها، وذلك رداً على قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الرئيس الصيني شي جين بينج أخبره بأنه لن يغزو جزيرة تايوان خلال فترة رئاسة ترمب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانج وي عند سؤاله عن تصريحات ترمب، إن الحكومة تراقب عن كثب التفاعلات بين كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين.

وأضاف في تصريحات لصحافيين في تايبيه “يجب أن يتحقق أمن تايوان من خلال جهودها الذاتية، ولذلك كرست بلادنا نفسها لتعزيز قدراتها على الدفاع عن نفسها وصمودها. وستواصل بلادنا العمل الجاد لتحقيق ذلك”.

والولايات المتحدة هي أهم داعم دولي لتايوان وأكبر مورد للأسلحة لها على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية. كما لا توجد أي معاهدة دفاعية، وبالتالي إذا هاجمت الصين تايوان فإن واشنطن ليست ملزمة بتقديم المساعدة.

شاركها.