في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، يبرز جيل جديد من المستوطنات يُعرف بـ”فتيات التلال”، هؤلاء الفتيات الصغيرات اللاتي يتركن المدارس ويصعدن الجبال ليقدمن الاستيطان بوجه ناعم بعيد عن العنف المسلح، لكن مخططهن يحمل أبعادًا خطيرة.
تعيش “فتيات التلال” في مساكن بدائية على رؤوس التلال، ينشطن في الترويج لحياة بدائية تدّعي البساطة، بينما يخفي هذا المشروع الاستيطاني الاستراتيجي هدفًا أوسع يمتد نحو إقامة “إسرائيل الكبرى”، وهو مفهوم يتجاوز الحدود الجغرافية لفلسطين ليشمل مناطق من دول الجوار.
تُرسم خيامٌ وأحلام زائفة، وسط حياة تعتمد على الرعي والتنقل، مع عزلة اجتماعية واضحة وقطيعة مع مظاهر التمدن. وفي ظل دعم رسمي على أعلى المستويات، يتوسع هذا المشروع الاستيطاني ببطء، حيث تتحول الخيام إلى مستوطنات شبه مكتملة، تضم مدارس وأماكن عبادة، وتربي أجيالًا على أن الأرض ملك حصري لهم.
في الوقت ذاته، تُشرعن قوانين الاحتلال هذا المشروع، ويُقدم الجيش حماية كاملة لهذه البؤر الاستيطانية، في حين تُروّج فتيات التلال للاستيطان على أنه حلم عائلي وبيئة اجتماعية، متجنبين العنف الظاهر لكنهم في الواقع يسرقون الأرض ويطردون أصحابها.