تعزز أنقرة وطوكيو علاقاتهما، لا سيما في مجال الدفاع: ووفقا لتقرير نُشر في صحيفة “جابان تايمز” اليابانية، اليوم الخميس، فقد قام وزير الدفاع الياباني الجنرال ناكاتاني بزيارة دولة تاريخية إلى تركيا هذا الأسبوع، حيث التقى نظيره التركي ياسر غولر في أنقرة الثلاثاء الماضي. 

ـ أردوغان يعقد تحالفا مع عملاق التكنولوجيا العالمي

 

وتُعدّ هذه الزيارة أول زيارة رسمية لوزير دفاع ياباني إلى تركيا، وهي تُشير إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الدفاعية بين البلدين.

وأدى اجتماع الوزيرين، الذي استمر قرابة 100 دقيقة (أكثر من 60 دقيقة كما كان مقررا في البداية)، إلى اتفاقات شاملة بشأن توسيع التعاون الأمني. 

وقرر الوزيران إجراء مشاورات بين كبار مسؤولي الدفاع حول إمكانيات التعاون في مجال المعدات والتقنيات الأمنية.

 

ـ الطائرات المسيّرة في صميم المناقشات

 

على الرغم من عدم ذكر الطائرات المسيّرة صراحةً من قِبل أيٍّ من الطرفين في ملخصات الاجتماعات الرسمية، إلا أنها اعتُبرت قضيةً محورية. 

ويأتي ذلك في ظل خطة استثمارية ضخمة تُعِدّها اليابان في مجال الطائرات المسيّرة. 

وتدرس وزارة الدفاع اليابانية استخدام ما يصل إلى 200 مليار ين، أي حوالي 1.4 مليار دولار أمريكي، من ميزانية قياسية قدرها 8.8 تريليون ين للسنة المالية 2026، بهدف النشر الشامل للطائرات الدفاعية المسيّرة.

وتأتي هذه الخطة في إطار سياسة أمنية جديدة تتبناها اليابان، وهي سياسة “الكم على الكيف” في ظل ما تصفه بـ”بيئة أمنية إقليمية متزايدة الصعوبة”. 

ومن المتوقع أن تقدم الوزارة طلب ميزانيتها للسنة المالية المقبلة بنهاية أغسطس. 

ومع ذلك، لم يُتوقع الإعلان عن صفقة لشراء طائرات مسيرة تركية الصنع في هذه المرحلة، على الرغم من الاجتماع بين المسؤولين.

وكان من المقرر أن يواصل ناكاتاني زيارته إلى إسطنبول الأربعاء، حيث يقوم بجولات في منشآت عسكرية وشركات دفاعية رائدة، بما في ذلك شركة بايكار الشهيرة لتصنيع الطائرات المسيرة. 

كما شملت الزيارة زيارة لشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية، وهي شركة دفاعية كبرى. 

ويأتي هذا التوجه لشراء طائرات مسيّرة ردا مباشرا على التحركات الصينية المتزايدة في الأجواء والمياه المحيطة باليابان. 

وقد دفعت هذه التحركات المشرّعين اليابانيين إلى مطالبة استخدام الطائرات المسيّرة للرد بشكل أفضل على أي اختراقات للمجال الجوي الياباني، وكذلك المياه الإقليمية، وردعها.

ولإدخال الطائرات المسيرة الجوية والبحرية وتحت الماء بسرعة إلى قوات الدفاع الذاتي بحلول نهاية السنة المالية 2027، تدرس اليابان إمكانية شراء هذه الطائرات من تركيا وأستراليا والولايات المتحدة ودول أخرى. 

وقد كان التراكم السريع للطائرات المسيرة هدفا رئيسيا لوزارة الدفاع، وهو ما أبرزته خطة بناء الدفاع اليابانية لعام 2022. 

ووفقا للخطة، ستستحوذ قوات الدفاع الذاتي “بسرعة على أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة”.

وكجزء من خطتها الاستراتيجية، تهدف اليابان إلى إنفاق ما يصل إلى تريليون ين على اقتناء الطائرات المسيرة وتكاليف البحث والتطوير بحلول نهاية خطتها الخمسية للإنفاق البالغة 43 تريليون ين بحلول عام 2027. 

وتشمل الطائرات المسيرة المدرجة على قائمة المشتريات اليابانية طائرات مسيرة بعيدة المدى، ومركبات مراقبة واستطلاع مسيّرة محمولة على متن السفن، بالإضافة إلى طائرات مسيرة “للتوصيل السريع للإمدادات إلى الوحدات المنتشرة على نطاق واسع والقواعد النائية والسفن البحرية”.

 

ـ المشتريات الحالية والأنشطة الجارية

 

اتخذت اليابان بالفعل خطوات ملموسة لتلبية احتياجاتها الدفاعية، ففي الميزانية الحالية للسنة المالية 2025، خصصت وزارة الدفاع 41.5 مليار ين لنشر طائرات MQ9B SeaGuardian الأمريكية المسيرة الكبيرة الحجم لتحسين عمليات المراقبة. 

بالإضافة إلى ذلك، خصصت الوزارة 3.2 مليار ين لشراء عشرات الطائرات الهجومية الصغيرة المسيرة القادرة على ضرب مركبات وسفن وطائرات العدو.

 

ـ تطوير الصناعة المحلية

 

بينما تسعى اليابان لشراء طائرات مسيرة أجنبية منخفضة التكلفة نسبيا، من المتوقع أن تدخل الخدمة في أقرب وقت ممكن، تُركز خطط وزارة الدفاع في طوكيو طويلة المدى على تعزيز الإنتاج المحلي لهذه الأسلحة. 

وسيكون تعزيز الإنتاج المحلي، بما في ذلك تعزيز سلاسل توريد القطع اللازمة، أمرا أساسيا في هذا المسعى.

وقد أعربت شركات يابانية كبرى بالفعل عن اهتمامها بهذه الخطوة: فقد عرضت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، وشركة كاواساكي موتورز لصناعة الدراجات النارية، وشركة سوبارو لصناعة السيارات، طائرات بدون طيار أو مكوناتها في معرض معدات الدفاع DSEI Japan في شهر مايو/أيار.

 

ـ دروس من حرب أوكرانيا

 

أنشأت الوزارة فريق عمل في أبريل لدراسة استخدام الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة في القتال. 

وقد أكدت الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا، والتي غيّر فيها استخدام الطائرات المسيّرة في القتال طبيعة الحرب بشكل فعال، على ضرورة الإسراع في اقتناء هذه الأسلحة. 

وأصبحت التجربة الأوكرانية مصدر إلهام رئيسي للتخطيط الاستراتيجي الياباني، وأدت إلى إدراك أن الطائرات المسيّرة أداة قتالية فعّالة يمكنها تغيير موازين القوى في المنطقة.

 

ـ خطط التصدير المستقبلية

 

بدأت وزارة الخارجية اليابانية أيضا بدراسة قدرات الشركات اليابانية على تصنيع طائرات بدون طيار متعددة الاستخدامات للتصدير. 

ويأتي ذلك في ظل تزايد اهتمام الدول المشاركة في برنامج المساعدات العسكرية اليابانية بهذه الأنظمة. 

وتُمثل هذه الخطوة تحولا جديدا في السياسة اليابانية، إذ تنتقل من دولة تعتمد على الواردات الدفاعية إلى دولة قد تُصبح مُصدّرة لتقنيات الدفاع المتقدمة. 

وتُمثل زيارة ناكاتاني إلى تركيا خطوةً مهمةً في العملية الأوسع لتعزيز قوات الدفاع اليابانية في مواجهة التهديدات الإقليمية، مع بناء تحالفات جديدة وتطوير قدرات تكنولوجية متقدمة.


أردوغان يعقد تحالفا مع عملاق التكنولوجيا العالمي.. هل يبيع سلاحه السري؟

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.