مسقط اخبار عمان
تُعد السياقة ببطء دون مُبرر في الطرق الرئيسية سلوكًا مروريًا سلبيًا يعيق حركة السير ويزيد من احتمالية الحوادث وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن البطء أكثر أمانًا إلا أنه في هذه الطرق يربك السائقين ويؤثر على انسيابية الحركة المرورية.
وأعرب عدد من السائقين عن استيائهم من تزايد ظاهرة تجاهل الحد الأدنى للسرعة على بعض الطرق، مؤكدين أن هذا السلوك يُعدّ خطرًا متزايدًا يجب الحد منه من خلال الرصد والمخالفة وتنفيذ القانون، وأشاروا إلى أن بعض السائقين يرفضون إفساح المجال للمركبات الأسرع، معتقدين أن تمسكهم بالمسار الأيسر سلوكٌ صحيحٌ؛ مما يؤدي إلى اضطرار السائقين خلفهم إلى التجاوز المتكرر وإثارة العصبية، وهو ما قد ينجم عنه حوادث مرورية تهدد سلامة الجميع.
وأكد العقيد ركن خميس بن علي البطاشي مساعد مدير عام المرور، أن السياقة ببطء على الطرق الرئيسية تُعد مخالفة مرورية صريحة وفقًا لما ورد في اللائحة التنفيذية لقانون المرور. وأوضح أن هذه السلوكيات، التي قد يظن البعض أنها أكثر أمانًا، قد تُسهم في الواقع في عرقلة انسيابية حركة السير، وتتسبب في إرباك السائقين الآخرين، مما قد يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية خطيرة، خصوصًا في الطرق التي تتسم بكثافة مرورية عالية أو التي تتطلب سرعة تدفق مناسبة لحركة المركبات، إضافة إلى تشكل الازدحام المروري في الطرق نتيجة لسياقة بعض السائقين ببطء.
وأشار العقيد ركن مساعد مدير عام المرور إلى تعدد أسباب هذه الظاهرة منها عدم خبرة السائقين الجُدُد والقلق الناتج عن الازدحام المروري في بعض المناطق إلى جانب الحالة الصحية والتقدم في العمر التي تأخذها الإدارة العامة للمرور بعين الاعتبار عند التعامل مع بعض السائقين؛ حيث تكتفي في مثل هذه الحالات بتوجيه النصح والإرشاد دون تحرير مخالفات متى ما كان ذلك مُمكنًا.
وقال المواطن يوسف بن سعيد الرواحي موظف بإحدى الشركات في مسقط: “بحكم طبيعة عملي التي تتطلب التنقل يوميا من محافظة الداخلية إلى محافظة مسقط عبر الطريق الرئيسي كثيرًا ما أواجه هذه المشكلة؛ حيث أجد سائقين يقودون مركباتهم على المسار الأيسر بسرعة لا تتجاوز 80 كيلومترًا في الساعة رغم أن السرعة المحددة 120 كيلومترًا في الساعة، كما أن بعض السائقين لا يفسحون الطريق للمركبات القادمة من الخلف؛ مما يؤدي إلى عرقلة حركة السير دون أي مبرر، ويعد ذلك تعدّيًا واضحًا على القواعد المرورية، ويؤدي إلى حوادث ويعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، والتسبب في حالة من الإرباك والمفاجأة للسائقين الملتزمين بالسرعة القانونية في المسار الأيسر”.
وقالت عبير بنت محمد الرحبية ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية إن ظاهرة السياقة البطيئة في المسار الأيسر أصبحت مشهدًا يوميًا على الطرق، وغالبًا ما يكون السائق منشغلًا بالهاتف أو بمشتتات أخرى، دون مراعاة لمستخدمي الطريق خلفه، وهذا السلوك يربك الحركة المرورية وقد يؤدي إلى حوادث، خاصة في الطرق ذات المسار الواحد التي يصعب التجاوز فيها، وتزايد هذه الحالات يوهم السائقين بوجود ازدحام مروري، بينما يكون السبب في الغالب مركبة واحدة تُبطئ حركة السير وتعطل انسيابية الطريق، وهو ما يكتشفه السائقون لاحقًا.
وقال عمر بن عبدالله الحمادي: “لاحظت عددًا كبيرًا من السائقين يلتزمون بالمسار الأيسر رغم قيادتهم بسرعة منخفضة، متجاهلين بذلك قواعد المرور، وحتى التحذيرات التي نوجهها لهم سواء عبر الإشارات الضوئية أو باستخدام بوق المركبة، إلا أن الاستجابة تكاد تكون معدومة، وهذا السلوك لا ينعكس سلبًا فقط على انسيابية السير؛ بل يضع السائقين الآخرين في مواقف خطرة، وأضطر أحيانًا إلى تغيير مساري فجأة لتجاوز تلك المركبات، ما يعرضني ويعرض غيري للخطر، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث، ونأمل في تفعيل الرادارات المخصصة لرصد هذه المخالفات، لأن استمرار هذا النوع من السياقة دون محاسبة يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن وسلامة مستخدمي الطريق”.
وحول التقنيات المستخدمة في مواجهة هذه المشكلة، أوضح العقيد ركن مساعد مدير عام المرور أن هناك أجهزة ضبط سرعة متطورة مبرمجة لرصد المركبات التي تسير بأقل من الحد الأدنى للسرعة المقررة؛ ما يسهم في مراقبة التزام السائقين بالسرعات المناسبة ويعزز السلامة على الطرق السريعة.
وشدد العقيد ركن خميس بن علي البطاشي مساعد مدير عام المرور على أن التوعية المرورية تسهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة السياقة البطيئة على الطرق الرئيسية من خلال جهود مكثفة تبذلها الإدارة العامة للمرور عبر الدوريات والإعلام ووسائل التواصل لتشمل هذه الجهود توضيح مخاطر السياقة البطيئة على السلامة والازدحام، خاصة أن الطرق السريعة مصممة لسرعات لا تقل عن 80 كم/ساعة، مع وضع لوحات إرشادية وإنتاج مواد مرئية توعوية.