يوثّق معرض “مبدعون خالدون” في جاليري “ضي” بمنطقة الزمالك، أعمال 100 فنان مصري، عبر أكثر من 300 عمل من النحت والرسم والكاريكاتير، يتوزعون على حديقة الجاليري ومدخله وطوابق المبنى .
المعرض الاستعادي يحيي مسيرة روّاد الفن المصري بمختلف أجيالهم، من خلال هذه السلسلة من المعارض التي بدأت نسختها الأولى عام 2018، في خطوة نحو تأسيس ذاكرة جديدة للفن المصري الحديث.
يتّسم المعرض بالتنوّع في المجالات الإبداعية بين أعمال الراحلين، من تصوير ونحت وخزف ورسم، وتنوّع في الأجيال بين الخمسينيات والثمانينيات، ما يجعلنا أمام لوحة بانورامية للحركة الفنية في مصر، بمختلف أجيالها ومجالاتها ومدارسها واتجاهاتها.
وقال الناقد التشكيلي هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة جاليري “ضي”: “إن ما يميّز هذه النسخة، هو مشاركة أعمال الفنان الكبير حسن سليمان، أحد رموز الحركة التشكيلية المصرية، كما تمّ تخصيص جناح خاص لأعمال الراحلين عز الدين نجيب، ومصطفى الفقي، وعصمت داوساشي، وفرغلي عبدالحفيظ، وحلمي التوني”.
وأشار إلى أن المعرض “ضم أيضاً أعمال ثلاثة فنانين سعوديين راحلين، اشتهروا بحبهم لمصر، وهم فهد الحجيلان وسمير الدهام وعبدالله نواوي”.
أضاف: “خصّص المعرض جناحاً للفنان الكبير الراحل الدكتور سيد عبد الرسول يضم إبداعاته الخزفية، إلى جانب أجنحة أخرى للراحلين جمال المرسي وخلف طايع وعبدالمنعم مطاوع”.
كما زيّن المعرض أعمال الفنانين محمود أبو المجد، وصلاح طاهر، وإنجي أفلاطون، وعمر النجدي، ومصطفى أحمد، وأحمد نبيل سليمان، وسلمي عبدالعزيز، وجمال قطب، وعبد الرحيم شاهين، وعطيات سيد، وعبد العزيز درويش، وصبري عبد الغني، ومصطفى مشعل، وحسن محمد حسن، وجميل شفيق، ومصطفى حسين.
وعرضت حديقة “ضي” الزمالك، مجموعة من الأعمال لكبار النحّاتين المصريين، مثل عبد الحميد حمدي، وأحمد جاد، ومأمون الشيخ، ومحمد رزق، ومصطفى متولي.
100 عام
يتميّز المعرض بثراء وتنوعّ المدارس الفنية المصرية على مدار 100 عام، وثّقت التراث الشعبي وملامح الحياة المصرية في مختلف العقود، وحملت الأعمال الفنية أيضاً تنوّعاً في أساليب التشكيل، ما بين المدارس التأثرية والواقعية والسريالية والتجريدية.
تعرض القاعة الأولى من المعرض، منحوتة للفنانة التشكيلية الراحلة عايدة عبد الكريم، يجاورها لوحات للفنانة الراحلة إنجي افلاطون كما تتواجد في الصالة الرئيسية أعمال فنية من الخزف، من إبداع الفنان الراحل سيد عبد الرسول.
كما يضم المعرض، أعمال الفنان التشكيلي الكبير حسن سليمان، الذي عمل أستاذاً في معهد السينما وكلية الفنون الجميلة، وذلك خلال ستنينات وسبعينيات القرن الماضي، وتميّزت لوحاته بأسلوب متفرّد في تباين الظل والضوء.
أعلى الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، تُعرض لوحات لأغلفة الكتب والروايات للفنان التشكيلي الكبير جمال قطب، منها على سبيل المثال غلاف رواية السراب للأديب الكبير محفوظ . كما توجد في أحد الأركان، لوحة من إبداع الفنان الفطري الراحل حسن الشرق، الذي كان مهتماً بالتراث الشعبي المصري.
كذلك احتلّ الكاريكاتير مكانة مميزة في المعرض، إذ تمّ عرض لوحات الفنان الراحل أحمد طوغان، والفنان الراحل مصطفى حسين .
ورأى الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة، “أن المعرض هو احتفاء بالفنانين المصريين الراحلين، وفرصة لمشاهدة أعمالهم الخالدة، كما يوثّق أعمالهم، وخصوصاً أن بعضها يتم عرضه للمرة الأولى”.