رأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، اليوم الجمعة، أن تجربة الولايات المتحدة في العراق بعد عام 2003 تقدم دروساً لإسرائيل في حربها الدائرة بقطاع غزة.
التجربة الأمريكية في العراق
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن “العراق شهد بعد العام 2003 حالة اضطراب، فيما كانت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش تغيّر إستراتيجيتها الفاشلة جذرياً، فقد قامت بحلّ الجيش العراقي وحزب البعث بعد الإطاحة بصدام حسين“.
كما اعتبرت أن إدارة بوش “فشلت في وضع خطة لإعادة الإعمار قبل الغزو، كما لم يكن لديها ما يكفي من القوات لتأمين البلاد، وهو ما هيأ الظروف لتمرد سني شمل إرهابيي تنظيم القاعدة الذين استهدفوا الوجود الأمريكي والمدنيين العراقيين“.
ولفتت إلى أن “إيران استغلت ذلك الوضع بتمويل وتسليح ميليشيات قوية اخترقت وزارات الحكومة العراقية، وأمطرت المنشآت الأميركية بالصواريخ وروعت المدنيين”.
وأضافت أنه “بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب بدأ الأمريكيون يتساءلون إن كانت إستراتيجيتهم تنتج مزيداً من الإرهابيين أكثر مما تقضي عليهم“.
وتابعت: “ذلك دفع بوش إلى التحول نحو إستراتيجية مكافحة التمرد التي كسبت دعم السكان المحليين واستهدفت الإرهابيين بلا هوادة، الأمر الذي أدى في إلى تحسن الوضع الأمني وفتح المجال أمام مصالحة سياسية ونمو اقتصادي متواضع“.
وزادت: “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه للأمن القومي يدركون أن إسرائيل تخوض حرباً ضد تمرد في غزة، فحماس تخسر ميدانياً بعد القضاء على قيادتها وآلاف من مقاتليها، لكنها تفوز من جانب التعاطف الدولي مع الفلسطينيين بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل والتي أدت إلى تكلفة إنسانية باهظة، إذ أصبحت غزة شبه غير صالحة للسكن“.
وبينت الصحيفة أن “الحرب الحضرية التي جلبت الموت والدمار إلى غزة تُعد بمثابة الأوكسجين لحماس والجهاد الإسلامي، فيما صوّتت الحكومة الإسرائيلية على توسيع الحرب بخطة تستمر خمسة أشهر تشمل تعبئة آلاف الجنود للسيطرة على مدينة غزة ثم القطاع كاملاً، بعد مزيد من عمليات الإجلاء القسري للمدنيين“.
ونوهت إلى أن “أهداف نتنياهو المعلنة هي هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن وضمان عدم عودة غزة لتهديد إسرائيل، فيما تتمثل خطته بعد القضاء على حماس في تسليم القطاع لقوات عربية غير محددة“.
وبحسب التقرير فإنه “رغم أن نظرية الحرب العادلة منحت إسرائيل الحق في الرد بعد هجمات حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلا أن عليها الالتزام بالسلوك الأخلاقي خلال الحرب والتسوية التي تليها لحماية المدنيين، وسط انقسام داخل حكومة نتنياهو، فقد أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير عن قلقه من تأثير احتلال المزيد من أراضي غزة على القوات المتوترة وعلى مفاوضات الرهائن“.
وذكرت أن “أستراليا وفرنسا وألمانيا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل، فيما علّقت برلين مبيعات أسلحة مرتبطة بغزة إلى إسرائيل، في وقت أدانت جامعة الدول العربية سياسة تل أبيب“.
ودعت إلى “وضع خطة تفصل بين حماس والمدنيين وتعزز التنسيق مع دول الخليج، لا سيما السعودية، مع تمكين قادة وفصائل فلسطينية قابلة للمصالحة من إعادة إعمار غزة سياسياً واقتصادياً“.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية