أعلن تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، الجمعة، حدوث مجاعة في محافظة غزة، وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر المقبل، وسط ارتفاع ضحايا “التجويع” وسوء التغذية بشكل يومي في القطاع الفلسطيني.

وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون “ظروفاً كارثية”، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد، والموت، والعوز، والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، وفق الأمم المتحدة.

وأضاف التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر يمثلون 54% من سكان القطاع يواجهون المرحلة الرابعة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الطارئ”. ويواجه 396 ألفاً، أي 20% من السكان، المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الأزمة”.

ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.

ويتوقع التصنيف تدهور الأوضاع في قطاع غزة بشكل سريع، بنهاية سبتمبر المقبل، لتمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس، حيث من المتوقع خلال هذه الفترة أن يواجه نحو ثلث السكان بما يعادل 641 ألف شخص ظروفاً كارثية، وهي المرحلة الخامسة للتصنيف.

وتفاقم “التجويع” في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ أكتوبر 2023 إلى 272، بينهم 113 طفلاً.

“التجويع” قد يمثل “جريمة حرب”

وتعليقاً على ذلك، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن ظهور المجاعة في قطاع غزة هو “نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية”، وإن “الوفيات الناجمة عن التجويع قد تمثل جريمة حرب”.

وأردف تورك يقول في بيان للصحافيين في إشارة إلى تقرير أصدره مرصد عالمي للجوع “المجاعة التي أعلن عنها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في غزة هي نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية”.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن حدوث المجاعة في غزة “ليس لغزاً، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية”.

وأضاف جوتيريش عبر إكس “على إسرائيل التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي بما في ذلك ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان”، مؤكدا على أنه لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع دون عقاب.

وأشار الأمين العام إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والوصول الكامل للإغاثة الإنسانية دون قيود.

تسهيل إيصال المساعدات

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إنه كان من الممكن منع المجاعة التي تفشت في جزء من قطاع غزة، محملاً إسرائيل المسؤولية بسبب “العرقلة الممنهجة” للمساعدات.

وطالب فليتشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول الإمدادات على نطاق واسع.

وأضاف فليتشر لصحافيين في جنيف تعليقاً على تقرير أصدره مرصد عالمي للجوع: “كان بإمكاننا منع هذه المجاعة إذا سُمح لنا بذلك، الأغذية تتكدس على الحدود بسبب العرقلة الممنهجة من إسرائيل”.

وأضاف مخاطباً نتنياهو: “دعونا ندخل الغذاء والإمدادات الأخرى بدون عوائق وعلى النطاق الواسع المطلوب. ضعوا حداً للانتقام”.

“انتشار الأمراض المميتة” للأطفال في غزة

بدوره، حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من أن سوء التغذية المتفشي في غزة يعني أن الأمراض الشائعة كالإسهال باتت مميتة، وخاصة للأطفال.

وأكد جيبريسوس، عبر “إكس”، ضرورة إمداد القطاع بالغذاء والدواء بشكل عاجل وإنهاء عرقلة المساعدات الإنسانية.

كما حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، رامز الأكبروف، من أن تأكيد المجاعة في محافظة غزة ينذر بما قد يطال قريباً أجزاء أخرى من القطاع.

وقال الأكبروف، في بيان، إن تصعيد الحرب في غزة “سيؤدي لمزيد من النزوح القسري والعنف والدمار الواسع النطاق”، داعياً إلى تسهيل إيصال المساعدات للقطاع بسرعة ودون عوائق من كل المعابر والطرق البرية.

وحمل المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إسرائيل مسؤولية المجاعة التي اعتبرها “من صنع” حكومتها، مشيراً إلى أن تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة لشهور لم تجد نفعا.

من ناحية أخرى، عبرت إسرائيل عن رفضها لإعلان التصنيف الأممي المجاعة في محافظة غزة، ووصفت التقرير بأنه “كاذب ومنحاز ويستند إلى أرقام حركة حماس”، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

شاركها.