أقرّ برلمان ولاية كاليفورنيا الأميركية، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، الخميس، مشروعات قوانين تمهّد لإجراء انتخابات خاصة هذا الخريف، يقرر خلالها الناخبون ما إذا كانوا سيوافقون على خطة الحزب لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية لصالحه.

وأفادت شبكة NBC، بأن حاكم الولاية الديمقراطي جافين نيوسوم، وقّع على التشريعات ذات الصلة فور إقرارها، ودافع عن الخطة باعتبارها خطوة سياسية مضادة لتحرك ولاية تكساس لكسب مزيد من المقاعد للجمهوريين، في وقت يستعد فيه الحزبان لانتخابات 2026، التي تحدد من يسيطر على الكونجرس.

وأقر كل من مجلس الولاية وجمعيتها التشريعية، مشروع قانون بإعادة تقسيم الدوائر، الخميس، كل منهما بأغلبية الثلثين اللازمة لتمرير إجراءات “عاجلة”.

وبات القرار بيد الناخبين لحسم ما إذا كان ينبغي تجاوز عمل لجنة إعادة تقسيم الدوائر المستقلة بالولاية، والتي شكلها الناخبون لتتولى هذه المهمة مرة كل 10 سنوات.

وذكرت الشبكة أن الخرائط الجديدة، التي رسمها الديمقراطيون، والتي طُرحت في برلمان الولاية قبل أقل من أسبوع، تخدم هدفاً سياسياً واضحاً هو “مواجهة الخريطة الجديدة للجمهوريين في تكساس، التي ربما تمنح الحزب 5 مقاعد إضافية في الكونجرس وسط المعركة الشرسة على السيطرة على مجلس النواب في انتخابات منتصف المدة، العام المقبل”.

ووجّه ديمقراطيو كاليفورنيا انتقادات للجمهوريين، ولا سيما للرئيس دونالد ترمب، الذي قال في مقابلة مع قناة CNBC أثناء دفع تكساس نحو إعادة تقسيم الدوائر إن حزبه “يستحق 5 مقاعد إضافية” من تكساس.

ثقل معاكس

وإذا صوّت الناخبون بالموافقة على الخطة، فإن الخريطة الجديدة لكاليفورنيا يمكن أن تشكل ثقلاً معاكساً لتغييرات تكساس.

وأظهر تحليل صادر عن مركز السياسة بجامعة فيرجينيا أن “الخريطة المقترحة في كاليفورنيا تتيح للديمقراطيين الفوز بما يصل إلى 5 مقاعد إضافية في عام 2026″، ما قد يهدد النواب الجمهوريين دوج لامالفا، وداريل عيسى، وكين كالفرت، وديفيد فالاداو.

وشدّد نيوسوم وحلفاؤه الديمقراطيون على ضرورة إعادة رسم الدوائر لمعادلة خطوة تكساس، معتبرين أن الجمهوريين يحاولون حماية ترمب من التداعيات السياسية لسياساته.

وكشف عن تبرعات بلغت 2 مليون دولار من لجنة نيوسوم السياسية، إضافة إلى 3 ملايين دولار من لجنة العمل السياسي الكبرى التابعة للديمقراطيين الوطنيين والمختصة بسباقات مجلس النواب، لدعم مبادرة الاقتراع التي يقودها الحاكم.

 

وقالت النائبة الديمقراطية في الجمعية التشريعية عن لوس أنجلوس، سادي الحواري، خلال مناقشات الخميس: “الأزمة بدأت في ولاية جمهورية.. تكساس أشعلت الشرارة، وكاليفورنيا ببساطة تعيد التوازن إلى ساحة اللعب بدلاً من الانتظار حتى يحرق حاكم تكساس جريج أبوت وترمب منزلنا بأيديهما”، قبل أن تنتقد زملاءها الجمهوريين لدعمهم ما وصفته بـ”الانصياع لترمب”.

“النار بالنار”

لكن الجمهوريين بدورهم كانوا صارمين في اعتراضاتهم، إذ قال جيمس جالاجر، زعيم الجمهوريين في الجمعية التشريعية، أثناء المناقشة: “صحيح أن الديمقراطيين ربما يملكون السلطة للمضي قدماً بخطتهم، لكنهم بذلك يصبّون الوقود على نيران السياسة الوطنية”.

وأضاف: “عندما تردون على النار بالنار، ماذا ستكون النتيجة؟ ستحرقون كل شيء”.

وتابع: “حق الشعب في التمثيل هو ما سيُضحى به عندما نستمر في هذا الطريق، لأنه بعد أن تفعلوا أنتم ذلك، ستقوم به ميزوري أو إنديانا. وكولورادو تفكر في الأمر أيضاً. في النهاية، الأحزاب هي التي تقرر من يمثل، والشعب سيكون عاجزاً عن اختيار ممثليه بنفسه”.

وقال: “ديمقراطيتنا ستستمر طالما نقاوم. وإذا كان هناك ضعف واحد نعيشه الآن في جمهوريتنا، فهو أن المشرّعين لا يقفون في وجه قادة أحزابهم التنفيذيين”.

شاركها.