لا يزال قرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش بإعداد خطة لحصر السلاح في يد الدولة، وخصوصاً سلاح “حزب الله”، يتصدّر الاتصالات واللقاءات السياسية في لبنان.

وعقد مستشار ‏رئيس الجمهورية ‏أندريه رحال، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة نواب حزب الله) النائب محمد رعد، اجتماعاً في مكتب الكتلة بالضاحية ‏الجنوبية، ناقش “الأوضاع ‏السياسية الراهنة ومجريات ‏الأمور ومواقف الأطراف المعنية إزاءها”.

وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن الاجتماع عقد بهدف “استكمال التواصل بعد جلسة مجلس الوزراء، وقرار حصر السلاح”، كما جاء ضمن إطار إبقاء التواصل الدائم مع كل الاطراف اللبنانية.

وأوضحت المصادر أنه “لا قطيعة بين الرئيس جوزاف عون، وجماعة حزب الله، التي لم تعلن يوماً الانفصال عن الرئاسة”، مشيرة إلى أن وزراء الجماعة، رغم انسحابهم من الجلسة، إلا أنهم لم يقدموا استقالات من الحكومة، ولا يزالوا يزورون القصر الجمهوري، ما يعكس استمرار التواصل والتنسيق بين الطرفين.

وأضافت: “حدث اختلاف في وجهات النظر لكن التواصل مستمر.. هذه ليست النهاية”.

“حزب الله” يطالب بضمانات

وأكدت المصادر أن “الجماعة أبلغت رحال أنها متمسكة بموقفها من قرار الحكومة اللبنانية، وأنها تريد ضمانات وأمور كثيرة لا زالت مفقودة، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي، الذي يخترق يومياً الأجواء اللبنانية وينفذ اعتداءات”.

وكشفت المصادر المطلعة على الاجتماع، أن مستشار رئيس الجمهورية لم ينقل أي تطمينات إلى “حزب الله”، مشيرة إلى أن الرئاسة اللبنانية، كما سائر الأطراف، تنتظر الرد الإسرائيلي على الملاحظات التي وضعها لبنان في الورقة الأميركية.

ومن المتوقع أن يحمل الموفد الأميركي توم بارك هذا الرد معه خلال زيارته إلى بيروت، حيث سيجري لقاءات مع كبار المسؤولين، قبل أن يلتقي الاثنين عدداً من النواب اللبنانيين على مائدة عشاء.

ووصفت المصادر لقاء رحال، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل يوم من اللقاء مع ممثل “حزب الله” بأنه “إيجابي جداً”.

انسحاب إسرائيل

وأكدت المصادر المطلعة أن موعد تسليم الجيش اللبناني خطته للحكومة، والمتعلقة بتسليم سلاح “حزب الله”، لم يتأخر، والمتوقع أن يتم قبل نهاية أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن قائد الجيش لم يبلغ الرئاسة بهذا الأمر بعد.

ويلتقي الرئيس اللبناني جوزاف عون، السبت، عضو الكونجرس الأميركي دارين لحود، على رأس وفد لمناقشة ملفات رئيسية، منها تطبيق اتفاق وقف النار وحصر السلاح.

وكان عون التقى، الأربعاء، السيناتور الأميركي ماكوين مولن وأبلغه أن الجيش بحاجة إلى دعم لممارسة مهامه الوطنية والانتشار في الجنوب، مؤكداً تمسك لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي لا تزال تحتلها، لضمان قدرة الجيش على استكمال مهامه.

وفي سياق التحركات والاتصالات، علمت “الشرق” من مصادر حكومية أن لجنة أمنية سياسية وقضائية ستزور لبنان، الأسبوع المقبل، لعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، وسيكون محور البحث ترسيم الحدود بين البلدين وملف السجناء السوريين في السجون اللبنانية.

شاركها.