تقنيات رعاية القلب الحديثة غيّرت إجراءات العلاج جذرياً
اختبارات الجهد أثناء ممارسة التمارين تكشف استجابة القلب للأنشطة البدنية
الأجهزة الطبية أصبحت اليوم أصغر حجماً وأكثر قابلية للحمل
ساعة ذكية بسيطة قادرة على تتبع النشاط البدني ومعدل ضربات القلب
أجهزة مراقبة تخطيط القلب القابلة للارتداء توفر رعاية ومتابعة للحالات الحرجة
التطورات في تكنولوجيا تصوير القلب تضمنت إدخال تخطيط صدى ثلاثي الأبعاد
قالت اختصاصية أمراض القلب والحاصلة على درجة الدكتوراه في أمراض القلب والأوعية الدموية، د. شيماء عبدالمعبود، إن «أمراض القلب والأوعية الدموية تُعد من أبرز المشكلات الصحية على مستوى العالم، حيث تتسبب في وفاة ما يقرب من 17.9 مليون شخص كل عام». وأضافت أن «التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال أمراض القلب رفعت مستوى العلاج الذي يمكن أن يستفيد منه المرضى، حيث تساعد هذه التطورات في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة، وتُحدث تحسناً ملحوظاً في الصحة العامة». وأشارت في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن أجهزة القلب شهدت في السنوات الأخيرة تحسينات كبيرة بفضل تأثير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، موضحة أن هذه النقلة النوعية أسهمت في الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، والمراقبة الأفضل، والتدخلات الطبية في الوقت المناسب، إضافة إلى توفير خيارات علاجية متقدمة.
ولفتت د. شيماء عبدالمعبود إلى أن تقنيات رعاية القلب الحديثة غيّرت إجراءات العلاج جذرياً، حيث إنها لا توفر فقط رعاية معززة للمرضى، بل تسمح أيضًا بمحاكاة النتائج المحتملة للعلاجات المختلفة قبل أي تدخل مادي فعلي.
وبيّنت أن الأجهزة التي يستخدمها المرضى مثل أجهزة مراقبة القلب وأجهزة تتبع اللياقة البدنية أصبحت مفيدة للغاية في مراحل الاكتشاف والمراقبة، مشيرة إلى أن ساعة ذكية بسيطة قادرة على تتبع النشاط البدني وأنماط النوم ومعدل ضربات القلب وتقديم التوصيات الغذائية، في حين أن أجهزة مراقبة تخطيط القلب القابلة للارتداء توفر رعاية ومتابعة متقدمة للحالات الحرجة.
وأضافت أن الأجهزة الطبية أصبحت اليوم أصغر حجماً وأكثر قابلية للحمل، ما يتيح إمكانات مستقبلية أوسع في تركيز الرعاية القلبية على الاكتشاف المبكر والتشخيص الفعال. وفيما يتعلق بالتشخيص، أوضحت أن اختصاصي الرعاية الصحية يقوم بفحص المريض والاستماع إلى ضربات قلبه وطرح أسئلة عن الأعراض التي يشعر بها وسيرته المرضية الشخصية والعائلية، مشيرة إلى أن هناك مجموعة من الاختبارات التي تُستخدم في تشخيص أمراض القلب.
وقالت د. شيماء عبدالمعبود إن «هذه الاختبارات تشمل اختبارات الدم التي يمكن أن تكشف عن بروتينات القلب التي تتسرب إلى الدم بعد الإصابة بنوبة قلبية، إضافة إلى اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسية ال بالتهاب الشرايين، فضلًا عن اختبارات أخرى لمستويات السكر والكوليسترول في الدم».
وأضافت أن «تصوير الصدر بالأشعة السينية يُظهر حالة الرئتين، ويمكنه أن يكشف عن تضخم عضلة القلب، بينما يُعد مخطط كهربية القلب (ECG) اختبارًا سريعًا وغير مؤلم يسجل الإشارات الكهربائية في القلب، ويكشف عما إذا كان القلب ينبض بسرعة بالغة أو ببطء شديد».
وأشارت إلى أن «جهاز هولتر، وهو جهاز محمول لمخطط كهربية القلب يُرتدى لمدة يوم أو أكثر، يساعد على تسجيل نشاط القلب أثناء الأنشطة اليومية واكتشاف اضطرابات النبض التي قد لا تظهر في الفحص العادي، بينما يُستخدم مخطط صدى القلب، وهو فحص غير جراحي بالموجات الصوتية، لإعطاء صور مفصلة للقلب أثناء الحركة، ولبيان كيفية انتقال الدم عبر القلب وصماماته، ما يساعد في تحديد ما إذا كان الصمام ضيقًا أو به تسريب».
وذكرت أن «اختبارات الجهد التي تُجرى أثناء ممارسة التمارين مثل المشي على جهاز المشي أو ركوب الدراجة الثابتة، تكشف عن استجابة القلب للأنشطة البدنية وما إذا كانت أعراض أمراض القلب تظهر خلالها، مشيرة إلى أنه يمكن إعطاء أدوية بديلة للمريض تحاكي تأثير التمارين في حال تعذر ممارستها».
وبيّنت د. شيماء عبدالمعبود أن «القسطرة القلبية تُستخدم لتوضيح الانسدادات في شرايين القلب من خلال إدخال أنبوب رفيع في الأوعية الدموية، غالبًا من منطقة الأُربية أو الرسغ، وتوجيهه نحو القلب، حيث تُحقن صبغة تساعد على إظهار الشرايين بوضوح أكبر في صور الأشعة السينية».
وأضافت أن «التصوير المقطعي المحوسب للقلب يُستخدم أيضًا، حيث يستلقي المريض على طاولة داخل جهاز يشبه الدونات لالتقاط صور دقيقة للقلب والصدر، بينما يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب وسيلة متقدمة أخرى تعتمد على المجال المغناطيسي والموجات الراديوية لتوفير صور تفصيلية لعضلة القلب وبنيته».
وأشارت إلى أن «التطورات في تكنولوجيا تصوير القلب تضمنت إدخال تخطيط صدى القلب ثلاثي الأبعاد، موضحة أن هذه التقنية تُعد من أهم الإنجازات الحديثة، إذ تمنح الأطباء صورة ثلاثية الأبعاد أكثر وضوحاً ودقة للقلب، مما يساعدهم على تقييم الصمامات والحجرات وتدفق الدم بشكل أدق». واختتمت د. شيماء عبدالمعبود مؤكدة أن «هذه التقنية تتيح للأطباء التخطيط بشكل أكثر فاعلية للتدخلات الجراحية، مثل إصلاح صمامات القلب، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تحسين نتائج المرضى وجودة الرعاية القلبية».