تلقى المهاجر السلفادوري المقيم في الولايات المتحدة كيلمار أبريجو جارسيا، والذي جرى ترحيله بالخطأ إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، إخطاراً من سلطات الهجرة الأميركية بإمكانية ترحيله إلى أوغندا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على الإفراج عنه من سجن فيدرالي.

وأفادت شبكة NBC News بأن أبريجو جارسيا “قد يُرحل إلى أوغندا خلال 72 ساعة على الأقل”. ولا يزال غير واضح ما إذا كان سيسجن هناك أو يطلق سراحه عند وصوله.

وكان أبريجو، وهو أب لثلاثة أطفال، قد رُحل عن طريق الخطأ في مارس الماضي إلى سجن “سيكوت” في السلفادور، في ما وصفته السلطات بأنه “خطأ إداري”.

وتعارض ترحيله مع أمر قضائي صدر عام 2019 يمنع ترحيله إلى السلفادور، بسبب خطر تعرضه للاضطهاد من “العصابات العنيفة”، إلا أن هذا الأمر لا يمنع ترحيله إلى بلد ثالث.

وبعد أشهر من المماطلة، أعادت إدارة ترمب أبريجو جارسيا إلى الولايات المتحدة في يونيو الماضي، لكنها أعادت اعتقاله ووجهت له تهماً تتعلق بـ”التآمر لنقل مهاجرين غير شرعيين مقابل مكاسب مالية”، و”نقل مهاجرين غير شرعيين بشكل غير قانوني”. وقد دفع ببراءته من هذه التهم.

كما اتهمته الإدارة مراراً بأنه عضو في عصابة MS-13، وهو ما ينفيه محاموه وعائلته، الذين يؤكدون أنه هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان في السادسة عشرة من عمره، للالتحاق بشقيقه في ماريلاند هرباً من عنف العصابات في السلفادور.

والجمعة، أُطلق سراحه بكفالة من سجن في ولاية تينيسي وعاد مباشرة إلى ماريلاند، حيث اجتمع بعائلته لأول مرة منذ نحو نصف عام. وانتشرت صور مؤثرة له وهو يحتضن ابنه الأصغر، الذي كان برفقته عند اعتقاله في مارس.

وقال أبريجو جارسيا في بيان: “اليوم كان مميزاً للغاية، فقد رأيت عائلتي لأول مرة منذ أكثر من 160 يوماً.. نحن أقرب إلى العدالة، لكن العدالة لم تتحقق بالكامل بعد.

عرض بالترحيل إلى كوستاريكا

وكشف شون هيكر، محامي أبريجو جارسيا أن الإدارة عرضت هذا الأسبوع صفقة تقضي بأن يوافق موكله على “الإقرار بالذنب” مقابل ترحيله لاحقاً إلى كوستاريكا. 

وأظهرت مراسلات بين واشنطن وسان خوسيه أن الحكومة الكوستاريكية أكدت أنها لن تعتقله عند وصوله.

وكتب هيكر في مذكرة للمحكمة: “لا يمكن تفسير هذه الأحداث إلا بأن وزارتي العدل والأمن الداخلي وهيئة الهجرة والجمارك يستخدمون سلطاتهم مجتمعة لإجبار أبريجو جارسيا على الاختيار بين الاعتراف بالذنب مقابل ترحيل آمن نسبياً إلى كوستاريكا، أو الترحيل إلى أوغندا حيث حياته وحريته في خطر”.

وواصل البيت الأبيض مهاجمة أبريجو جارسيا، واصفاً إياه بـ”العضو في العصابات.” وقالت المتحدثة باسمه أبيجيل جاكسون: “سيواجه العدالة على جرائمه، إن السماح له بالعودة إلى الشوارع إهانة لضحاياه”.

من جانبها، وصفت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قرار الإفراج عنه بأنه “انحطاط جديد”، معتبرة أن الإدارة الأميركية ستواصل القتال حتى يُرحَّل هذا “الرجل السلفادوري” خارج البلاد.

وقد أبلغ محامو أبريجو جارسيا المحكمة الفيدرالية في تينيسي بأن سلطات الهجرة أخطرته رسمياً بنيتها ترحيله إلى أوغندا، وهو ما قد يجعله غير قادر على مواجهة التهم الجنائية الموجهة إليه في الولايات المتحدة.

شاركها.