قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الأحد، إنه لا يزال واثقاً في قدرة الولايات المتحدة على التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم العقبات الأخيرة التي ظهرت في أعقاب قمة الرئيس دونالد ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وجدد التأكيد على أن واشنطن لن ترسل قوات أميركية إلى أوكرانيا، في إطار أي اتفاق سلام محتمل بين الجانبين.

وأضاف فانس في مقابلة مع برنامج Meet The Press على شبكة NBC NEWS الأحد، أنه يعتقد أن روسيا “قدمت تنازلات كبيرة للرئيس ترمب، للمرة الأولى في 3 سنوات ونصف من النزاع”، وتابع: “لقد أبدوا استعداداً فعلياً للمرونة بشأن بعض مطالبهم الأساسية، وتحدثوا عما سيكون لازماً لإنهاء الحرب”.

وقال فانس إن ترمب “كثف من جهوده للتفاوض على حل دبلوماسي، لأن هذه الحرب ليست في مصلحة أحد، ليست في مصلحة أوروبا، ولا الولايات المتحدة”.

وفيما أقر فانس بظهور عدد من العقبات منذ قمة ألاسكا في 15 أغسطس، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بأن “المثابرة ستثمر نتائج”، رغم إعلان روسيا أنه لا توجد خطط حالية للقاء بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي يسعى ترمب لترتيبه للتفاوض بشأن إنهاء الحرب.

وقال فانس: “هناك صعود وهبوط في المفاوضات، أحياناً نشعر بأننا أحرزنا تقدماً كبيراً مع الروس، وأحياناً كما قال الرئيس، نكون محبطين جداً من الروس، سنواصل ما نفعله لتقريب وجهات نظر الطرفين. لا أعتقد أن هذا سيحدث بين ليلة وضحاها، أعتقد أننا سنواصل إحراز تقدم، ولكن في النهاية، ما إذا كان القتل سيتوقف، هذا رهن بما إذا كان الروس والأوكرانيون قادرون على التوصل إلى حل وسط”.

وبشأن رفض الرئيس الروسي لمطالب وقف النار، بما في ذلك من الرئيس ترمب، قال فانس: “لم أقل إنهم تنازلوا عن كل شيء، ولكنهم أقروا بأن أوكرانيا سوف تكون دولة موحدة بعد الحرب، وأنهم لن يستطيعوا تنصيب نظام تابع لهم في كييف، هل قاموا بكل تنازل ممكن؟ بالطبع لا. هل كان يجب أن يبدأوا الحرب؟ بالطبع لا، ولكننا نحرز تقدماً”.

ورداً على سؤال بشأن الخلافات بشأن مشاركة روسيا في الضمانات الأمنية لأوكرانيا، قال فانس: “هناك تسرع في الحديث هنا، لأننا لن نتحدث عن ضمانات أمنية حتى تنتهي الحرب، بالطبع، الروس سيكونون جزءاً من الحوار بشأن إنهاء الحرب، لذا، بالطبع سيكون لهم نصيب في هذه العملية”.

لا قوات أميركية إلى أوكرانيا

وبشأن إرسال قوات أميركية لأوكرانيا، كرر فانس معارضة الرئيس دونالد ترمب لهذا الاحتمال، وقال: “لقد كان الرئيس واضحاً جداً. لن تكون هناك قوات على الأرض في أوكرانيا. لكننا سنواصل لعب دور نشط في محاولة ضمان حصول الأوكرانيين على الضمانات الأمنية والثقة التي يحتاجونها لوقف الحرب من جانبهم، وأن يشعر الروس بأن بإمكانهم إنهاء الحرب”.

وأضاف فانس: “إما أن ننجح في نهاية المطاف، أو نصطدم بجدار. وإذا اصطدمنا بجدار، فإننا سنواصل عملية التفاوض وممارسة النفوذ. هذه هي الدبلوماسية النشطة التي ستؤدي إلى إنهاء هذه الحرب”.

وبشأن الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوكرانيا، بما في ذلك، قصف مصنع إلكترونيات أميركي في غرب البلاد، أعرب فانس عن استيائه من هذه الضربات، ولكنه لم يعتبرها “عقبات طويلة المدى” أمام السلام، مشيراً إلى أن هناك مساحة واسعة للتفاوض.

وقال: “لا يعجبني هذا، ولكن هذه حرب، ولهذا السبب نريد إيقاف القتل. ارتكب الروس الكثير من الأفعال التي لا نحبها. الكثير من المدنيين قُتلوا. لقد أدنّا ذلك منذ البداية، وبصراحة، الرئيس ترمب فعل أكثر بكثير لممارسة الضغط وفرض النفوذ الاقتصادي على الروس، بالتأكيد، مما فعله جو بايدن طوال ثلاث سنوات ونصف، حيث لم يفعل سوى الكلام، ولم يفعل شيئاً لوقف القتل. إذاً، سألتني عمّا يغضبني؟ ما يغضبني هو استمرار الحرب”.

وأعرب ترمب في تصريحات للصحافيين الجمعة، عن استيائه من الضربات، وأشار إلى أن أي اتفاق سلام بين البلدين قد يكون على بعد أسابيع.

قال ترمب: “أعتقد أنه خلال الأسبوعين المقبلين، سنعرف إلى أين ستتجه الأمور”.

مطالب بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا

قالت 3 مصادر رفيعة مطلعة على المناقشات في الكرملين لـ”رويترز”، إن بوتين يطالب أوكرانيا بالتخلي عن إقليم دونباس في شرق البلاد، بالكامل، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والبقاء على الحياد، وعدم إدخال أي قوات غربية إلى البلد، في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية لصياغة ضمانات أمنية لكييف تشمل نشر قوات غربية على أراضيها.

وقالت “رويترز”، إن معلوماتها تستند إلى مصادر روسية، قدمت رواية مفصلة للعرض الذي قدمه الرئيس فلاديمير بوتين إلى ترمب في قمة ألاسكا.

وأصر بوتين في عرضه الجديد على مطالبه السابقة بتخلي أوكرانيا عن طموحها بالانضمام للناتو، والحصول على تعهد قانوني ملزم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بألا يتوسع شرقاً أكثر من ذلك، ووضع قيود على حجم الجيش الأوكراني، والاتفاق على عدم نشر أي قوات غربية على الأرض في أوكرانيا، كجزء من قوة حفظ سلام محتملة.

ترمب: لست سعيداً

والجمعة، قال ترمب إنه سيتخذ قراره بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال أسبوعين، مجدداً طرح احتمال فرض عقوبات على موسكو. وفي حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب: “لست سعيداً بالجهود المبذولة من أجل السلام” بين موسكو وكييف، مضيفاً: “سنرى ما سيحدث، أعتقد أنه خلال أسبوعين سنعرف إلى أين تتجه الأمور”.

وأشار ترمب إلى أن “القرار بشأن روسيا سيكون مهماً، سواء كان بفرض عقوبات أو رسوم جمركية، أو لا شيء”.

وأضاف ترمب أن بوتين “قد يحضر كأس العالم لكرة القدم 2026″، التي تستضيفها الولايات المتحدة بشكل مشترك مع كندا والمكسيك، وذلك خلال استعراضه صورة تجمعه مع الرئيس الروسي. واستضاف ترمب رئيس الفيفا جياني إنفانتينو للإعلان عن موعد إجراء قرعة كأس العالم، المقررة في ديسمبر المقبل.

وخلال حديثه للصحافيين، فتح ترمب درج مكتبه وأخرج صورته مع بوتين، وقال: “أُرسلت لي الصورة من أحد يرغب بشدة في التواجد هنا، لقد كان محترماً جداً تجاهي وتجاه بلدنا، لكنه لم يحترم الآخرين بالقدر نفسه”، مضيفاً: “سأوقّع هذه الصورة له، لقد تم إرسال نسخة واحدة فقط لي، وظننت أنكم سترغبون في رؤيتها، هذا رجل يُدعى فلاديمير بوتين”.

شاركها.