لم يكن الأمر مجرد وعكة صحية عادية، عندما عاد مريض إلى الولايات المتحدة من رحلة إلى السلفادور، فاكتشف أن جسده أصبح مضيفًا لكابوس بيولوجي: يرقات تتغذى على لحمه الحي.
وفي إعلان صادم، أكدت السلطات الصحية الأمريكية رسميًا تسجيل أول إصابة بشرية بـ”الدودة الحلزونية للعالم الجديد”، وهو طفيل آكل للحم يثير الرعب في الأوساط الصحية والزراعية.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية، فإن هذه الحالة ليست مجرد حادثة طبية غريبة، بل هي جرس إنذار خطير. فالإصابة، التي تم تأكيدها في 4 أغسطس، تعتبر امتدادًا لتفشٍ مدمر يجتاح أمريكا الوسطى والمكسيك، ووصولها إلى البشر داخل الولايات المتحدة يعني أن الخطر أصبح أقرب من أي وقت مضى.
هذه الآفة هي يرقة ذبابة طفيلية لا تكتفي بالأنسجة الميتة، بل تهاجم الأنسجة الحية وتتوغل في لحم الكائن الحي، مسببة دمارًا قد يكون مميتًا.
ورغم أن الإصابة البشرية مرعبة، فإن الهدف الأساسي لهذه الآفة هو الثروة الحيوانية، وهنا يكمن الخطر الاقتصادي الأكبر. فقد حذرت وزارة الزراعة الأمريكية من أن تفشي الدودة الحلزونية في المواشي قد يتسبب في خسائر كارثية، مهددًا نشاطًا اقتصاديًا ًا بصناعة الماشية والماشية الحية بأكثر من 100 مليار دولار.
وتنتقل العدوى للبشر بشكل أساسي عبر الجروح المفتوحة، خاصةً عند السفر إلى المناطق الموبوءة أو التعامل مع الماشية.
وبينما تؤكد السلطات أن الخطر الحالي على الصحة العامة “منخفض جدًا”، تبقى هذه الحالة البشرية المروعة تذكيرًا حيًا بأن هذا الكابوس البيولوجي لم يعد مجرد خطر بعيد، بل حقيقة وصلت إلى عتبة الولايات المتحدة، وربما إلى أماكن أخرى من هذا العالم.