26 أغسطس 2025Last Update :

صدى الاعلام_يشهد جيش الاحتلال خلافاً حاداً بين قياداته حول ملف الرهائن واحتلال غزة؛ إذ يدعو رئيس الأركان إيال زامير لإبرام صفقة جزئية مع حماس الآن، ما قد يؤجل أو يلغي الحاجة لاحتلال كامل للمدينة ريثما تتضح نتائج المفاوضات الشاملة لإطلاق سراح الاسرى ووقف الحرب بعد إبرام الصفقة الجزئية.

أما الجنرالات واللواءات في مناصب قيادية ميدانية رفيعة، فتزعم أنه ينبغي السعي إلى التوصل إلى صفقة شاملة بشكل مباشر، حيث يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويتم الاتفاق على شروط لإنهاء الحرب تكون مقبولة لدى الحكومة الإسرائيلية، ويتم وضع حد لحكم حماس في قطاع غزة، وتحصل المستوطنات المحيطة على الأمن على المدى الطويل.

حسب صحيفة يديعوت احرنوت، تؤيد المجموعة الأولى من الضباط بقيادة رئيس أركان الجيش، إيال زامير، التوصل إلى اتفاق جزئي، وإرجاء تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة إلى وقت لاحق. وتعتبر المجموعة الثانية، المؤلفة من ضباط برتبتي لواء وعميد، أنه ينبغي احتلال مدينة غزة ثم السعي مباشرة إلى اتفاق شامل حول تبادل أسرى وشروط إنهاء الحرب بحيث تكون مقبولة على إسرائيل، وإنهاء حكم حماس في قطاع غزة.

يتفق الطرفان في هيئة الأركان على أن احتلال غزة قد يبقى خيارًا مطروحًا لاحقًا، لكن الأولوية حاليًا هي تحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب عبر المفاوضات، بالتوازي مع تصعيد الضغط العسكري على حماس وإجلاء نحو ربع مليون مدني.

يعتقد رئيس الأركان أنه لا داعي للتسرع في هذه الإجراءات. ويرى أنه ينبغي أولاً فرض حصار على غزة، وبعد ذلك إجلاء السكان، وعندها فقط ستنتقل المناورة الهجومية إلى الأماكن التي لا يوجد فيها رهائن، وفقًا لمعلومات استخباراتية موثقة.

يسعى رئيس اركان جيش الاحتلال لتقليل ما أسماه استنزاف القوات عبر استخدام أقل عدد ممكن من الألوية، مع إدخال مساعدات إنسانية لاستعادة الشرعية الدولية، لكن خطته تُنتقد لبطئها وحاجتها لفترة قد تمتد لعام لتحقيق نتائج ملموسة.

يرى المعارضون للاتفاق الجزئي أن ذلك سيُضعف زخم الضغط على حماس، مؤكدين أن الحركة تدرك جدية تهديد احتلال القطاع وتسعى لمنعه، رغم استعدادها العسكري، لأن الاستخبارات تشير إلى أن استكمال الاحتلال لن يواجه صعوبة كبيرة.

يؤكد قائد بارز في جيش الاحتلال أن الوقت مناسب لتكثيف الضغط على حماس وهي في أضعف حالاتها، محذرًا من أن أي اتفاق جزئي قد يمنحها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، ما سيطيل أمد الحرب لسنوات.

ويشير إلى أن نصف مدينة غزة بات تحت السيطرة الإسرائيلية، بما في ذلك أحياء الزيتون و التفاح والصبرة، مشددًا على أن اقتحام المدينة حتمي لتدمير شبكة الأنفاق الرئيسية التي تهدد أمن المستوطنات المحيطة.

ولذلك فإن كبار قادة هيئة الأركان العامة الذين يعارضون الصفقة الجزئية يطالبون بأن يتم الاستيلاء على المدينة على الفور وبسرعة، وأن يتم وقفها فقط إذا وافقت حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن وقبلت شروط الحكومة الإسرائيلية.

قررت الحكومة المصغرة، بضغط من نتنياهو، تبني موقف وسطي يقضي بالسعي لصفقة شاملة بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية واحتلال غزة إذا رفضت حماس.

وفقًا للأعراف العسكرية والقانون، فإن رئيس الأركان هو صاحب القرار النهائي. قراره مُلزم للجيش بأكمله، وموقفه، كما يُقدمه للقيادة السياسية أو الجمهور، هو موقف الجيش بأكمله. لكن حتى الجنرالات الذين يختلفون في الرأي مع رئيس الأركان، حتى بعد قرار مجلس الوزراء، لا يستسلمون بسهولة، ويضغطون بشتى الطرق لتنفيذ نهجهم

شاركها.