في تونس، لم يعد تشخيص السرطان نهاية المعاناة، بل بداية معركة أشد قسوة مع نظام صحي معطوب وبيروقراطية خانقة. فقدت البلاد في أقل من 24 ساعة شابين في مقتبل العمر، هما حسين العبودي (25 عاماً) وحسام الحرباوي، اللذان كانا ضحايا ليس فقط للمرض، بل أيضاً لإهمال الدولة واحتجاز دوائهما الحيوي.
حسين، مهندس حديث التخرج، خاض معركة شرسة مع السرطان للمرة الثانية، لكنه لم يحصل على الدواء الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة بسبب رفض الصندوق الوطني للتأمين على المرض وتأجيل المستشفيات. أما حسام، فقد قضى أيضاً بعد أن أغلقت الدولة عليه باب الحياة بدلاً من توفير العلاج.
هذه الحوادث ليست استثناءً، بل جزء من مأساة مستمرة يعيشها مرضى السرطان في تونس، حيث يتحول الدواء إلى سلعة نادرة محتجزة في أدراج الوزارات، وموتهم يُدار ببطء بختم رسمي، وسط طوابير طويلة من الانتظار والإهمال.
كم من “حسين” و”حسام” آخرين ينتظرون دواءهم في ظل نظام يقتل بصمت؟