عقد مسؤولون من إيران والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) اجتماعاً في جنيف، الثلاثاء، لبحث مطالب القوى الغربية بعودة طهران إلى عمليات التفتيش النووي واستئناف المفاوضات، فيما ذكرت تقارير أن الاجتماع انتهى “دون نتائج”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن طهران ودول الترويكا الأوروبية “ستواصل المحادثات النووية في الأيام المقبلة”.

وتهدد فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم مجموعة الترويكا الأوروبية، بتفعيل آلية العودة السريعة للعقوبات في مجلس الأمن (آلية سناب باك) بحلول أكتوبر، وهو موعد انتهاء أجل الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في عام 2015.

ومنحت القوى الأوروبية الثلاث مهلة لإيران قبل نهاية أغسطس، من أجل تحقيق تقدم في الملف النووي، وبالتالي تأجيل تطبيق آلية إعادة فرض العقوبات لفترة وجيزة.

وقال مصدران مطلعان على المفاوضات لمراسل موقع “أكسيوس” باراك رافيد، إن اجتماع جنيف “انتهى دون تحقيق نتائج”، وذلك قبل 5 أيام فقط من انتهاء المهلة الأوروبية.

وفقاً للإنذار الذي وجهته القوى الأوروبية، فإن على الإيرانيين الموافقة على استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، والسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى منشآت نووية تضررت في الهجوم الإسرائيلي الأميركي الأخير خلال حرب الـ12 يوماً، وكذلك الوصول إلى مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60% الذي ما زال بحوزة إيران.

“الاجتماع ليس كارثة لكن لم يحقق شيء”

وقال مصدر مطلع على لقاءات جنيف، لمراسل “أكسيوس”، إن “الاجتماع لم يكن كارثة”، لكنه أشار إلى عدم تحقيق “أي تقدم”. وأضاف المصدر أن “الإيرانيين لم يضعوا على الطاولة في الاجتماع أي مقترح لخطوات عملية من أجل تنفيذها بخصوص البرنامج النووي”.

وقال مصدر ثانٍ مطلع، إن الإيرانيين “أعطونا القليل جداً مما يمكن العمل به”، لمنع إعادة فرض العقوبات خلال الأيام المقبلة.

وأوضح المصدران أن المسؤولين الأوروبيين الذين شاركوا في الاجتماع “سيرفعون تقريراً إلى وزراء خارجيتهم، ليقرر هؤلاء خلال الأيام المقبلة ما إذا كانوا سيفعّلون آلية سناب باك أم لا”.

وقالت القوى الثلاث في الآونة الأخيرة إنها تعتزم اتخاذ القرار بنهاية أغسطس، ما لم تقدم إيران تنازلات يمكن أن تقنعها بالتأجيل لفترة وجيزة.

“إيران ملتزمة بالدبلوماسية”

وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، الثلاثاء، عقب الاجتماع، إن طهران “لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية، والتوصل إلى حل يصب في مصلحة الجميع”.

وأضاف في منشور على منصة “إكس”، أنه “حان الوقت لمجموعة الدول الأوروبية الثلاث ومجلس الأمن لاتخاذ القرار الصائب، ومنح الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين”.

ولم تسمح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول منشآت تخصيب اليورانيوم، التي تضررت بشدة أو دُمرت خلال الهجوم الإسرائيلي الأميركي في يونيو الماضي. وتقول طهران إنها ليست آمنة للمفتشين.

وعقد آخر اجتماع بين طهران والقوى الأوروبية الثلاث في جنيف، في 20 يونيو الماضي، بينما كانت حرب إيران وإسرائيل لا تزال محتدمة. ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على إحراز تقدم.

وقال مسؤولون إيرانيون، إن طهران مستعدة لتقليص مستوى تخصيب اليورانيوم بشكل كبير لتفادي إعادة فرض العقوبات الأممية من جانب بريطانيا، وفق صحيفة “تليجراف” البريطانية.

وأوضح المسؤولون، الأحد، أن طهران أبدت استعدادها لتخفيف موقفها المتشدد في الملف النووي، بهدف تجنّب ضربات عسكرية إضافية من إسرائيل والولايات المتحدة.

شاركها.