اتهم تحالف واسع النطاق يضم الولايات المتحدة وحلفاءها، الأربعاء، ثلاث شركات صينية بتقديم منتجات وخدمات متعلقة بالأمن السيبراني لأجهزة الاستخبارات الصينية، بما في ذلك وحدات في جيش التحرير الشعبي، ووزارة أمن الدولة.
وفي تقرير من 37 صفحة نُشر، الأربعاء، اتهمت الدول الشركات التالية شركة “سيتشوان جوكسينهي” لتكنولوجيا الشبكة، وشركة “بكين هوانيو تيانكيونج” لتكنولوجيا المعلومات، وشركة “سيتشوان تشيكسين رويجي” لتكنولوجيا الشبكة، بتقديم منتجات وخدمات متعلقة بالأمن السيبراني.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة “سيتشوان جوكسينهي”؛ بسبب صلاتها المزعومة بمجموعة القرصنة الملقبة بـ”سولت تايفون”، التي اتُهمت باختراق كميات هائلة من سجلات مكالمات الأميركيين، بما في ذلك اتصالات من كبار القادة في واشنطن.
وكشفت السلطات الأميركية أن “حملة تجسس إلكتروني طويلة الأمد مرتبطة بالصين، كانت قد ضربت شركات اتصالات أميركية، واعترضت مكالمات هاتفية للرئيس دونالد ترمب، امتدت في الواقع إلى أكثر من 80 دولة حول العالم، وهو نطاق أوسع بكثير مما كان يعتقده المحققون في البداية”، بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
حجم الاختراق
وقال بريت ليثيرمان، كبير مسؤولي الأمن السيبراني في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، إن “حجم الاختراق أتاح لعملاء الاستخبارات الصينية مراقبة الاتصالات الخاصة لمواطنين أميركيين، وتتبع تحركاتهم عالمياً”.
وقدرت الوكالة أن “المخترقين حصلوا على أكثر من مليون سجل مكالمات، واستهدفوا المكالمات الهاتفية والرسائل النصية لأكثر من 100 أميركي”.
وأضاف ليثيرمان: “هذا أحد أخطر اختراقات التجسس السيبراني التي شهدناها هنا في الولايات المتحدة”.
ومن أكثر ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين أن “القراصنة تمكنوا أيضاً من الوصول إلى أنظمة حكومية تُستخدم لتنفيذ طلبات التنصت الشبكي المصرح بها قضائياً”.
وقال ليثيرمان: “هذا يجب أن يطلق أجراس إنذار لدى جميع الأميركيين”.
وتعود الحملة، التي تحمل اسم Salt Typhoon إلى عام 2019، لكنها لم تُكتشف من قبل السلطات الأميركية إلا العام الماضي.
“الوصول إلى بيانات مكالمات”
وبحسب “وول ستريت جورنال”، فقد سمح الاختراق للجهات المرتبطة بالصين بالوصول إلى بيانات مكالمات عملاء أميركيين، واتصالات خاصة لعدد محدود من الأفراد، ومعلومات حساسة تتعلق بإنفاذ القانون، وبيانات تقنية يمكن أن تُستخدم في هجمات مستقبلية.
وقال ليثيرمان: “إذا تمكنت من استخراج معلومات مشابهة على مستوى عالمي، يمكنك حينها تجميع تلك البيانات ورسم صورة استخباراتية مختلفة تماماً عمّا قد تحصل عليه من استهداف دولة واحدة فقط”.
وكانت شبكات تديرها شركات الاتصالات الأميركية الكبرى ضمن ما تم اختراقه.
وقالت شركة “فيرايزون” في وقت سابق هذا العام إن “جهة تهديد مرتبطة بدولة اخترقت شبكتها كجزء من هجوم أوسع، لكنها أكدت أنها احتوت الحادث”.
وأواخر العام الماضي، أعلنت شركة AT&T أن “الصين استهدفت عدداً محدوداً من الأفراد محل الاهتمام الاستخباري، مؤكدة أنها “أوفت بالتزاماتها في الإخطار بالانتهاكات عند الضرورة”.
أما شركة T-Mobile US فأوضحت أواخر العام الماضي، أنها رصدت محاولات اختراق أنظمتها من جهات خبيثة، لكنها شددت على أن دفاعاتها “عملت كما هو مخطط لها لمنع أي وصول أو تسريب لمعلومات العملاء أو البيانات الحساسة”.
وقد أخطر مكتب التحقيقات الفيدرالي نحو 600 شركة بأن نشاط التجسس أظهر اهتماماً بها لأسباب تتعلق بعلاقاتها التجارية أو ثغرات في شبكاتها.
وأشارت السلطات إلى أن “بعض الدول شهدت اختراقات متفاوتة لشبكات الاتصالات فيها، بينما يظل مستوى الاختراق في دول أخرى غير واضح”.