استهدف هجوم روسي، الأربعاء، مراكز قيادة وتحكم تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في العاصمة كييف وضواحيها، فيما أعلنت كييف شن هجوم بطائرات مسيّرة على مناطق متفرقة في روسيا، بينما أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الروسي الذي قال إنه ألحق أضراراً لأول مرة بمقر بعثة التكتل في المدينة.

وقال سيرجي ليبيديف، منسق مجموعات العمل السري الموالية لروسيا بمقاطعة ميكولايف، إنه تم استهداف مراكز قيادة وتحكم تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في العاصمة كييف وضواحيها، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك” 

وأضاف ليبيديف: “تعرضت كييف وضواحيها لاستهدافات شملت منشآت قيادية رئيسية ومراكز قيادة وخطوط اتصالات.. هناك معلومات غير مؤكدة تفيد باستهداف مقر معين في الضواحي، ويوجد في المقر ما يصل إلى 25 ضابطاً من القوات المسلحة الأوكرانية.. ونحو 10 ضباط من حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات تستهدف مؤسسات المجمع الصناعي العسكري والقواعد الجوية العسكرية الأوكرانية باستخدام صواريخ “كينجال” الفرط صوتية. 

في المقابل، ذكر مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية شنت هجوماً كبيراً بطائرات مسيّرة وصواريخ على كييف خلال الليل، ما أودى بحياة 10 وإصابة 38، وإلحاق أضرار ببنايات سكنية ومنشآت في عدة أحياء بالمدينة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم أظهر للعالم رد روسيا على الدبلوماسية وسط جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب.

وكتب زيلينسكي عبر منصة “إكس”: “روسيا تختار الصواريخ الباليستية بدلاً من المفاوضات. وتختار مواصلة إراقة الدماء بدلا من إنهاء الحرب”، مطالباً بفرض عقوبات جديدة على موسكو.

إدانة أوروبية

من جانبها، أدانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الهجوم الجوي الروسي على كييف الليلة الماضية، معتبرة أنه يُظهر خياراً روسياً متعمداً بـ”التصعيد والاستهزاء” بجهود السلام.

وطالبت كالاس روسيا في منشور عبر منصة “إكس” بأن تتوقف عن “القتل وتتفاوض لإنهاء الحرب”.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عبر “إكس”، أن موظفي البعثة سالمون، داعية روسيا إلى وقف “هجماتها العشوائية على البنية التحتية المدنية والانخراط في المفاوضات من أجل سلام عادل ودائم”.

بدورها، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي مارتا كوس: “أندد بشدة بهذه الهجمات الوحشية، التي تُعد إشارة واضحة على رفض روسيا للسلام واختيارها للإرهاب. نعبر عن تضامننا الكامل مع موظفي بعثة الاتحاد الأوروبي وأسرهم، ومع الأوكرانيين جميعهم الذين يعانون من هذا العدوان”.

واستنكر رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الهجمات الصاروخية الروسية على كييف، التي قال إنها أدت إلى وقوع أضرار في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي، مشدداً على موقف الاتحاد المساند لأوكرانيا.

وذكرت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية أن بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف تعرّضت لأضرار جراء أعنف هجوم روسي بطائرات مسيرة وصواريخ على العاصمة الأوكرانية منذ يوليو.

ضحايا ومصابون في كييف

وأفادت سلطات مدينة كييف بأن الهجوم أسفر عن سقوط 10 وإصابة 38 شخصاً على الأقل، وألحق أضراراً ببنايات سكنية ومنشآت في عدة أحياء بالمدينة مع تواصل عمليات البحث والإنقاذ.

وكتب رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاتشينكو في منشور عبر “تليجرام”: “للأسف، أسلوب الروس معتاد في هجماتهم.. ضربات متزامنة تأتي من اتجاهات مختلفة. وبشكل ممنهج تستهدف بنايات سكنية عادية”.

كما أحصى مسؤولون عدداً كبيراً من المباني المتضررة بما شمل بنايات سكنية متعددة الطوابق.

وقال تكاتشينكو إن بناية مؤلفة من خمسة طوابق في حي دارنيتسكي شرق المدينة تعرّضت لتدمير جزئي، وإن فرق الإنقاذ تبحث عن محاصرين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن فرق الطوارئ تتعامل مع تبعات الهجمات في أكثر من 20 موقعاً في العاصمة.

هجمات متبادلة

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 563 طائرة مسيرة من أصل 598 و26 صاروخاً من أصل 31 أطلقتها روسيا في هجوم خلال الليل.

ورصدت القوات الجوية ضربات في 13 موقعاً، وسقوط حطام في 26 موقعاً.

فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أنظمة الدفاع الجوي في البلاد أحبطت هجوماً بطائرات مسيرة أوكرانية، وتمكنت من تدمير 102 مسيرة خلال الليل.

وأضافت الوزارة أن الطائرات المسيرة استهدفت ما لا يقل عن سبع مناطق.

وفي وقت سابق الخميس، قال قائد وحدة الطائرات المسيرة في أوكرانيا، إن بلاده ضربت مصفاة “أفيبسكي” الروسية للنفط في منطقة كراسنودار، ومصفاة “كويبيشيفسكي” في منطقة سامارا خلال الليل.

تأتي الهجمات المتبادلة في أعقاب موجة من النشاط الدبلوماسي بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في منتصف أغسطس الجاري. وكان هناك انخفاض حاد في عدد الغارات على العاصمة في الفترة التي سبقت الاجتماع، لكن ترمب لم يتمكن من الحصول على أي التزام من بوتين بإنهاء الحرب.

شاركها.