حسن الستري
أثار إعلان الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي عن بدء التنسيق والعمل على المرحلة الأولى من مشروع النقطة الواحدة جواً بين الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ارتياحاً كبيراً لدى مكاتب السفر والسياحة، مؤكدين أن المشروع ينشط الحركة السياحية بين دول المجلس، ومتطلعين لأن يكون ذلك بين جميع دول المجلس.
ويتيح «النقطة الواحدة» للمسافرين إنهاء جميع إجراءات السفر من نقطة واحدة دون المرور المتكرر على منافذ التدقيق، مع تسلّم الحقائب مباشرة بعد الوصول، وبحسب البديوي سيتم لاحقاً تعميم التطبيق بشكل ثنائي بين باقي دول المجلس.
وقال رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة، جهاد أمين: «القرار يسهل عملية السفر بشكل كبير، خصوصاً عندما نتكلم عن الانتقال بين دول مجلس التعاون، ونحن طالما طمحنا للحدود المفتوحة، لذلك نرى أنها خطوة إيجابية في المسار الصحيح لتسهيل السفر بين دول مجلس التعاون، ونتطلع لبدء العملية التجريبية، ونحن واثقون أنها ستثبت فعاليتها، ويتم تطبيقها بين جميع دول مجلس التعاون»، مشيراً إلى أن المنظمات العالمية التي تقيم وجهات السفر ستنظر لهذا الأمر بطريقة إيجابية تنعكس على التقييمات.
وعن أسباب اختيار البحرين والإمارات كبداية، قال أمين: «قد تكون الأسباب فنية، وكلنا نعرف أن العلاقات أخوية ومتأصلة على جميع المستويات بما فيها التعاون الأمني، كما أن حجم السفر بين البحرين والإمارات كبير، ليس على صعيد الجنسيات الخليجية فحسب، بل حتى على صعيد الجنسيات المختلفة، لذلك نتطلع لأن يكون ذلك نواة للتأشيرة الموحدة، وهذا سيسهم في نمو السياحة بشكل كبير».
ويوفر المشروع للمسافرين تجربة سفر أكثر راحة وسلاسة، ويقلص من زمن الانتظار في المطارات، كما سيسهم في تعزيز حركة السياحة والأعمال، ودعم مكانة مطار البحرين الدولي كمركز إقليمي متطور.
وبحسب أمين، ستنعكس «النقطة الواحدة» إيجاباً على الاقتصاد الخليجي، خصوصاً مع ازدياد حركة المسافرين بين دول المجلس، مما يجعل المشروع ركيزة أساسية لتعزيز الربط الإقليمي وتطوير الخدمات اللوجستية، مبيّناً أن هذه الخطوة ستختصر عليَّ نصف الوقت على الأقل.
ويقوم المشروع على مبدأ بسيط لكنه مؤثر، وهو إنهاء جميع الإجراءات من مطار المغادرة سواء الجوازات أو الجمارك أو الأمن بحيث يصل المسافر إلى وجهته النهائية وكأنه في رحلة داخلية، ليستقبل حقائبه مباشرة دون أي توقف إضافي.
ويعد مشروع النقطة الواحدة فكرة مطبقة في دول رائدة، مثل نظام Preclearance بين الولايات المتحدة وكندا، حيث يمر المسافر الأمريكي القادم من كندا بإجراءاته في مطار المغادرة، فيصل إلى نيويورك أو واشنطن كأنه قادم من رحلة داخلية، كما أن أوروبا طبقت نموذجاً مختلفاً عبر اتفاقية شنغن التي تسمح بحرية التنقل بين أكثر من 26 دولة دون ختم جواز واحد، وهذا ما يجعل من النقطة الواحدة مشروعاً خليجياً واعداً على نفس المسار.