تتجه الأنظار، اليوم الثلاثاء، لانضمام زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، إلى زعماء القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون، التي تعقد في مدينة تيانجين شمال الصين، بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ويترأسها الرئيس الصيني شي جي بينج، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وحسب الكثير من المراقبين، فإن ظهور زعماء روسيا والصين وكوريا الشمالية في صورة واحدة، سوف تحمل رسائل قوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، حيث الصراع على النفوذ والزعامة في العالم.
كما يذكر بأجواء الحرب الباردة في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ويعيد إلى الأذهان صورة الصراع بين المعسكرين، الغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرقي الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي، والذي تشكل إبان الحرب العالمية الثانية.
ويرى عددً من المحللين أن اجتماع بوتين وكيم يونج أون في بكين دليل على عزم الرئيس الصيني إعادة تعريف النظام العالمي الذي يقوده الغرب، بينما تثير تهديدات ترامب والدبلوماسية تحت ضغط العقوبات، توترًا في التحالفات الأمريكية القائمة منذ زمن، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
كما يثير الاجتماع التاريخي للزعماء في العاصمة الصينية، احتمال ظهور محور ثلاثي جديد يقوم على اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين روسيا وكوريا الشمالية في يونيو 2024، وتحالف مماثل بين بكين وبيونج يانج وذلك في تطور يمكن أن يغير الحسابات العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وبعد قمة في تيانجين أمس حيث عرض شي وبوتين رؤيتهما لنظام أمني واقتصادي عالمي جديد على أكثر من 20 من قادة الدول غير الغربية، فإن اجتماعهما مع كيم هو المحطة التالية قبل العرض العسكري الضخم الذي سيقام في الثالث من سبتمبر (أيلول) بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكان الرئيس الصيني انتقد، أمس الاثنين، الهيمنة السياسية والتنمر في تلميح لترامب دون أن يسميه، قائلًا “يجب أن نستمر في اتخاذ موقف واضح ضد الهيمنة وسياسة القوة، وأن نمارس التعددية الحقيقية”، في انتقاد مبطن لمنافسه الجيوسياسي على الجانب الآخر من المحيط الهادئ.
كما أجرى شي أمس، محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أول زيارة له إلى الصين منذ سبع سنوات، مما ساهم في إعادة ضبط العلاقات الثنائية المتوترة في وقت تثير فيه رسوم ترامب الجمركية على البضائع الهندية غضب نيودلهي.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون، هي منظمة حكومية دولية تأسست في شنغهاي في 15 حزيران/يونيه 2001. وتتألف منظمة شنغهاي للتعاون حاليا من ثماني دول أعضاء (أوزبكستان، وباكستان، وروسيا، والصين، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند)، وأربعة دول مراقبة أبدت الرغبة في الحصول على العضوية الكاملة (أفغانستان، وإيران، وبيلاروس، ومنغوليا)، وستة ”شركاء حوار“ «أرمينيا، وأذربيجان، وتركيا، وسريلانكا، وكمبوديا، ونيبال».
ومنذ إنشاء منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001، ركزت بشكل أساسي على قضايا الأمن الإقليمي، وعملها في مجال مكافحة الإرهاب الإقليمي، والنزعات الانفصالية العرقية، والتطرف الديني. وحتى الآن، تشمل أولويات المنظمة أيضا التنمية الإقليمية.
وظلت منظمة شانغهاي للتعاون مراقبًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005. وفي نيسان/أبريل 2010، وقعت أمانتا الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون إعلانًا مشتركًا بشأن التعاون. كما أقامت أمانة منظمة شانغهاي للتعاون شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، ومكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الإرهاب.
وتقيم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، بالإضافة إلى مركز الأمم المتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية لمنطقة وسط آسيا، اتصالات منتظمة مع مسؤولي منظمة شانغهاي للتعاون. وتركز أنشطة التعاون على التطورات الأمنية في المنطقة والقضايا الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.