شهد النادي السوداني في مملكة البحرين أمس فعالية نوعية ثقافية وتوعوية تتعلق بـ(عالم الزراعة) وما يتعلق به من جمال ومن فكر وابداع خلاق، قدمتها الدكتورة سارة علي عمر مُؤسسة (مبادرة نحن قادرون العالمية) وقد حظيت بحضور نوعي ومشاركات ومناقشات مستفيضة امتدت لوقت طويل نالت استحسان الجميع لما خلفته من أثر فكري وروحي لا يزال حاضرًا في أذهان المشاركين، وجاءت هذه الأمسية في اطار الفعاليات التي دأب النادي السوداني على اقامتها وبحضور بحريني كبير هذه المرة مشاركته أدخلت السرور في نفوس أفراد الجالية السودانية بالبحرين.
الأمسية تناولت موضوعات عميقة وملهمة، حيث تحدثت د. سارة عمر عن الزراعة باعتبارها غذاءً ودواءً وجمالًا وروحًا، وتطرقت إلى عدة محاور رئيسية من بينها: نحن من نعمر الأرض والأوطان، الزراعة وأهمية الجمال في حياتنا، كيف أكون خليفة الله في الأرض، إضافة إلى ثقافة الزراعة والتحديات الاقتصادية. وقد أشاد الحضور بالطرح المبسط للورشة النظرية، و بالأجواء العائلية التي غلّفت الفعالية، مما جعلها تجربة استثنائية اتسمت بالدفء والعمق المعرفي.
الفعالية شهدت حضورًا متميزًا تقدمه سمو الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، الذي أثنى على نجاح الأمسية، كما شارك فيها نخبة من الشخصيات البارزة، بينهم المهندس عرابي رئيس النادي السوداني، والمهندس عصام الرئيس السابق للنادي، والمهندس الزراعي والأكاديمي محمد السيد علي الهاشمي، إضافة إلى الإعلامي فاضل السيد محمد الهاشمي الذي قدّم مساهمات عديدة في المجال الزراعي وشارك كمدرب في برنامج “مدينة الشباب”. كما حضرت الناشطة الاجتماعية السيدة حصة السطيحي التي كرّمت الدكتورة سارة بهدية قيمة وشهادة شكر، وأشادت بالشعب السوداني والجالية السودانية في البحرين لما يتميزون به من أخلاق رفيعة وعلاقات إنسانية طيبة.
وحرصت د.سارة على أن تترك للأمسية طابعًا عمليًا وذكريًا جميلًا، حيث وُزعت على الحضور شتلات ورد بألوان مختلفة، وأكياس من الأعشاب الطبيعية مثل الكركديه والميرامية والليمون المجفف والزنجبيل وأوراق الجوافة، في إشارة إلى أهمية العودة للطبيعة والتنوع الغذائي الصحي بعيدًا عن الاعتماد المفرط على المنبهات. وقد أضفت هذه اللفتة مزيدًا من الدفء والامتنان على الأجواء.
واختُتمت الأمسية بحوارات مطوّلة بين المشاركين حول شؤون الزراعة والعلاقات الوطيدة بين الشعبين السوداني والبحريني، وسط إشادة جماعية بالفعالية وطلب من الحضور بتكرار مثل هذه اللقاءات مستقبلًا. وبحسب شهادات المشاركين، فقد اتسمت الأمسية بروح الأسرة الواحدة، حيث غمرت قاعة النادي السوداني أجواء من المحبة والإيجابية، جعلت من اللقاء أكثر من مجرد محاضرة، بل تجربة إنسانية وثقافية غنية.