مسقطالعمانية

 في إطار الاهتمام السّامي بترسيخ قيم التكافل الاجتماعي، فقد أسدى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ توجيهاته السّامية الكريمة بتخصيص مليون ريال عُماني لوزارة الصحة عبر مؤسّسة الصحة الوقفية “أثر” لتُيسّر لمُستحقي الزكاة سُبل تلقي العلاج في مؤسسات القطاع الخاص.

وجاءت التوجيهاتُ السّامية لتستهدف الفئة المستحقة للزكاة، وتُعزّز روح المشاركة التي تُعدُّ سمةً متأصّلة في لبنات المجتمع العُماني، ولتؤكّد هذه التوجيهات الكريمة على أهمية الالتفاف حول قيم التكافل والعطاء، ودعم جودة الحياة، وتقليص الفجوة الصحية، وتسريع الوصول إلى الخدمات الصحية بين شرائح المجتمع.

وعبّر معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة عن بالغ شكره وامتنانه للمقام السّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /أعزّهُ اللهُ/ على الدعم غير المحدود والرعاية التي يحظى بها القطاع الصحي في بلدنا العزيز، مؤكّدًا على أنّ هذه التوجيهات السديدة من لدن جلالتِه تعكس رؤيته الثاقبة والحكيمة وحرصه الدائم على تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات وفي مقدمتها الصحة.

وقال معاليه إنّ التوجيهات السامية جاءت لتُيسر لمستحقي الزكاة سُبل تلقي العلاج المكفول في مؤسسات القطاع الخاص، وتفتح أمامهم أبواب الرعاية الصحية، وتمنحهم فرصة الشفاء بيُسر وطمأنينة، مؤكّدًا من خلالها على أن يصل هذا العطاء إلى مستحقّيه بعدالة وشفافية، ليكون أثره حياة تُستعاد، وأملًا يتجدّد، وأُسرًا تنعم بالصحة، موجّهًا بأنها رسالة إنسانية، تترجم معنى الزكاة في أبهى صورها، وسندًا للإنسان، ويدًا ممدودة بالرحمة، وجسرًا يصل العطاء بالشفاء.

وعبّر معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية عن امتنانه للتوجيهات السّامية حيث ذكر أن مبادرة “علاج مستحقي الزكاة” لتقديم الرعاية الصحية للفئات المستحقة للزكاة عبر القطاع الخاص، وبالتنسيق بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة الصحة تُمثّل لفتة سامية تُجسِّد ما يحمله جلالتُه /أبقاهُ اللهُ/ من رعاية وعناية دؤوبة بأبناء وطنه، وعطاء كريم يُعلي من شأن التكافل الاجتماعي، ويجعل صحة المواطن أولوية من أولويات التنمية وبناء المجتمع.

وأشار معاليه إلى أنّ من أعظم مقاصد ديننا الحنيف صيانة النفس الإنسانية، وقد ارتبطت فريضةُ الزكاة بهذا المعنى العظيم، إذ كانت الزكاة وستظل جسرًا للتكافل، ورافدًا للرعاية، وتجسيدًا لمعاني الرحمة والتراحم بين الناس.

ودعا معاليه المجتمع من مؤسساتٍ وأفراد إلى دعم هذه الجهود المباركة والإسهام في استدامتها، حتى تظل “مبادرة مستحقي الزكاة” موردًا متجدّدًا للعطاء في هذا المجتمع، وركيزة من ركائز تكافله الاجتماعي، سائلًا الله تعالى أن يُبارك في هذه الجهود، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يُديم على وطننا الغالي وأبنائه نعمتي الصحة والعافية.

من جانبه قال الدكتور سامي بن سليمان الفارسي مدير عام المركز الوطني لصحة المرأة والطفل إنّ التوجيهات السامية تُجسِّد رؤية استشرافية للمستقبل، تنعكس آثارها على الاستقرار الأسري بدعم الفئة المستحقة للزكاة في الحصول على العلاج المناسب مما ينعكس على رفاهية المجتمع وتحسين جودة الحياة لديه، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، وتُسهم في بناء جسور الثقة بين أفراد المجتمع والمؤسسات الملتزمة بتقديم الخدمة.

وأكّدت الدكتورة عبير بنت عبدالله المعمرية مدير مشروع علاج مستحقي الزكاة على أنّ التوجيهات السامية الكريمة من لدن جلالتِه تعزز المبادئ الأساسية لرؤية “عُمان 2040″، في صون كرامة الإنسان بالإضافة إلى التوسع في توزيع الخدمات، والاهتمام بمستحقي الزكاة ومتطلباتهم، بما يتماشى مع البُعد الإنساني العميق في الثقافة العُمانية والمرجعية الدينية التي تُعدُّ الزكاة فيها أداة جوهرية لتحقيق التوازن المجتمعي.

وأضافت أنّ تخصيص مبلغ مليون ريال عُماني لهذه المبادرة الإنسانية، تُعدُّ نموذجًا مبتكرًا لتوظيف موارد الزكاة في بناء منظومة صحية متكاملة من خلال شراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، وتحت إشراف وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث تركز المبادرة على توفير الرعاية الصحية المتخصّصة في مؤسسات القطاع الخاص لمستحقي الزكاة للحالات التي تحتاج إلى عمليات جراحية أو أشعة، مما يسهم في تقليص قوائم الانتظار.

وحول الضوابط وآلية التسجيل وضّحت أنه يشترط في التقديم أن يكون المستفيد مسجلًا في سجلات مستحقي الزكاة، مع وجود تقرير طبي من مؤسسة صحية حكومية يوصي بضرورة الإجراء الطبي المطلوب، وسيتمُّ البدء بالتسجيل من تاريخ ١٠ سبتمبر الجاري عبر لجان الزكاة في الولايات ويستمر أسبوعين لضمان تطبيق أعلى معايير الشفافية والدقة في اختيار المستفيدين وتوجيه الموارد لتحقيق الأثر الإيجابي المنشود.

وقال هلال بن حمد الصارمي المدير التنفيذي لمؤسسة الصحة الوقفية “أثر” إنّ التوجيهات السامية جاءت لتعكس حرص القيادة الحكيمة على تحقيق أسمى متطلبات التنمية الاجتماعية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات الزكاة من بينها مؤسسة الصحة الوقفية “أثر” للإسهام في تحقيق الاستدامة التنموية واستدامة الخدمات الصحية، وضمان وصولها إلى جميع الفئات وفي مقدمتها الفئات المستحقة للدعم الإنساني، وتحفيز نمو القطاع الصحي الخاص بتوجيه بعض الحالات إليه لضمان التكاملية بين المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة.

وأشار الدكتور محمد بن سالم الخروصي، مدير دائرة الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أنّ التوجيهات السّامية تُجسِّد عناية جلالته بالمواطن العُماني، وخاصة الفئات المستحقة للزكاة، وتُعدُّ خطوة رائدة في ترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي، وتعزيز القيم الدينية والإنسانية التي يقوم عليها نظام الزكاة في سلطنة عُمان، مضيفًا أنها ستُسهم في تغطية نفقات علاج الكثير من المرضى المعسرين، ممن تنطبق عليهم شروط استحقاق الزكاة، بما يُخفّف عنهم وعن أسرهم الأعباء المالية والآلام الصحية.



Gz50Q81W0AANAgw.jpg

Gz50SL5XoAA7CDJ.jpg

Gz50S7wXIAA_K8f.jpg

شاركها.