قال أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، الأربعاء، إن القيادة الفلسطينية بعثت برسالة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تطالب فيها بمراجعة قرار حرمان وفد فلسطين من تأشيرات الدخول للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، معرباً عن أمله بأن تتراجع واشنطن عن قرارها، وإلا فإن الرئيس محمود عباس سيلقي كلمة فلسطين عبر الفيديو.

وأضاف الديك لـ”الشرق”، رداً على سؤال بشأن رفض الإدارة الأميركية منح التأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين لحضور اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة: “نحن عبرنا عن أسفنا واستغرابنا الشديدين من هذا القرار، ونحن ننسق جهودنا مع الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ودول العالم”.

وذكر أن السلطة الفلسطينية “طالبت من الإدارة الأميركية بأن تراجع قرارها، وأن تتراجع عنه”، مبيناً أن “القيادة الفلسطينية بعثت برسالة إلى وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو”.

وأوضح الديك أن الرسالة تضمنت “تفنيداً” للأسباب التي اعتمد عليها روبيو لاتخاذ هذا القرار، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية “أكدت التزامها بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

وأعرب المسؤول الفلسطيني عن أمله في أن “تتراجع الإدارة الأميركية عن ذلك، ويتمكن وفد دولة فلسطين من حضور اجتماعات الجمعية العامة”.

وتابع: “إذا لم تتراجع الإدارة الأميركية، نحن مصرون على أن تبقى الاجتماعات في نيويورك في موعدها وفي مكانها، وسوف يقوم الرئيس محمود عباس بإلقاء كلمة دولة فلسطين، وتمثليها عبر الفيديو، وستحصل الاعترافات بدول فلسطين.. وصولاً لنيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها لن تسمح للرئيس محمود عباس بالسفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري، وذلك بعد تعهد عدد من حلفاء واشنطن بالاعتراف بدولة فلسطينية هناك.

وستترأس السعودية وفرنسا مؤتمراً مشتركاً لدعم حل الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر الجاري في نيويورك.

وأعربت إسرائيل والولايات المتحدة عن رفضهما لتعهد عدد من حلفائهما الغربيين بالاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة. ورداً على ذلك، تعمل إسرائيل على رسم خرائط لضم أراض في الضفة الغربية المحتلة، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل.

حراك سياسي ودبلوماسي

ورداً على سؤال بشأن تهديدات الحكومة الإسرائيلية في ضم الضفة الغربية، قال الديك: “نحن نتعامل بمنتهى الجدية مع هذه التهديدات والمخططات الداعية إلى ضم الغربية أو أجزاء منها وتفكيك وتدمير السلطة”.

وطالب المسؤول الفلسطيني، المجتمع الدولي بـ”ضرورة التعامل بمنتهى الجدية مع هذه التهديدات قبل فوات الأوان”.

 وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية “تواصل الحراك السياسي والدبلوماسي، وعلى المسار القانوني، والمحاكم الدولية”، لافتاً إلى أنها “تنسق خطواتها مع الدول العربية”.

وأضاف: “أشقاؤنا العرب يلتفون حول موقف واحد.. وموقف المملكة العربية السعودية متقدم في موقع الاعترافات (بدولة فلسطين)”.

وأشار كذلك إلى موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الذي اعتبر أن موضوع الضم يشكل “خطاً أحمر” بالنسبة لأبو ظبي، واصفا إياه بأنه “رسالة قوية”.

وذكر الديك، أن هناك إجماعاً دولياً على “الوقف الفوري لجرائم الإبادة والتهجير والتجويع والضم”، موضحاً أن السلطة الفلسطينية “تواصل العمل من أجل ترجمة هذا الإجماع إلى إجراءات عملية كفيلة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن تنفيذ مثل هذه المخططات الاستعمارية التوسعية العنصرية”.

وعن موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من فكرة ضم إسرائيل للضفة الغربية، قال الديك، إن السلطة “حريصة على بناء علاقة ثنائية إيجابية مع الإدارة الأميركية، ولدينا قنوات مفتوحة للتواصل معها”.

وطالب المسؤول الفلسطيني، إدارة ترمب بأن “تحافظ على لعب دور الراعي النزيه للسلام”، مضيفاً: “نتعامل بإيجابية مع الدعوات والجهود التي يطلقها الرئيس الأميركي بشأن وقف الحروب.. وتحقيق السلام”.

شاركها.