مع انطلاق العام الدراسي الجديد يُشغل أولياء الأمور عادةً بإعداد مستلزمات الحقيبة المدرسية ، لكن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية عن تلك الملموسة ، ألا وهو الوعي الرقمي ، فاليوم يخوض أبناؤنا المناهج الدراسية ، الا أنه يجب عدم استغفال تحديات العالم الافتراضي الواسع الذي قد يحمل في طياته أشكال خطيرة من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني .
ومع انشغال الطلبة بالدراسة والواجبات، الا ان هناك من يتربص لهم عند استخدامهم لوسائل التواصل الإلكترونية والتصفح عبر الأجهزة الذكية بما في ذلك خلال لحظات فراغهم عبر حسابات وهمية أو ألعاب إلكترونية مستغلين براءتهم وفضولهم، فكم من طفل قد يُستدرج برسالة من صديق مجهول ، او قد يُغرى برابط لعبة أو هدية رقمية وهمية، وهي حقائق قد تتكرر يومياً في عالم الإنترنت.
وتؤكد وحدة حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، على أهمية رفع وعي أفراد المجتمع بخطر الاستغلال الإلكتروني، ومن هنا يأتي الدور الأساسي للأسرة التي تظل خط الدفاع الأول عن الأبناء ، حيث تعتبر بداية العام الدراسي فرصة للآباء والأمهات لغرس الوعي الرقمي في نفوس أبناءهم ووضع قواعد واضحة لاستخدام الهواتف والأجهزة الالكترونية.
ويجب على أولياء الأمور تفعيل أدوات الرقابة والتحكم الأبوي، والتحدث مع الأبناء بصراحة حول مخاطر اقتحام الغرباء لحياتهم الشخصية على الإنترنت، وتشجيعهم على التبليغ الفوري لأي محتوى مريب دون خوف أو تردد ، فكما نعلمهم القراءة والكتابة، فيجب كذلك أن نعلمهم كيفية المحافظة على خصوصيتهم ومواجهة محاولات الاستغلال ، وهو أمر هام وليس فيه إحراج أو تردد ، حيث ان الوعي يحمي الطفل قبل أن يقع ضحية ، ولن يكون مستقبل أبنائنا آمناً ما لم نعتبر أن الأمن الرقمي جزءاً أصيلاً من التربية اليومية ، ولنجعل شعارنا لهذا العام الدراسي ” عام دراسي آمن … وفضاء إلكتروني أكثر أماناً” .