قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، الجمعة، إن موسكو لا يمكنها تجاهل أن فنلندا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبراً أن ذلك يحدد التغييرات في نهج روسيا العسكري المتعلق بالحدود، حسبما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وقال ميدفيديف للصحافيين على الحدود الروسية الفنلندية: “لا يمكننا تجاهل حقيقة أن فنلندا، التي كانت مرتبطة بنا، والتي كان لديها نشاط تجاري مع روسيا، هي حالياً عضو في حلف شمال الأطلسي، وذلك يحدد أيضاً تغييرات في نهجنا العسكري لإدارة الحدود وردع التحركات غير الودية المحتملة”.
وأضاف ميدفيديف: “دول البلطيق وفنلندا والنرويج وبولندا تزيد من نشاطها العسكري قرب أراضي روسيا”، مشيراً إلى أن فنلندا أنشأت بنية تحتية على الحدود الروسية الفنلندية مناسبة لنشر وحدات عسكرية”، وفقاً للوكالة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أدانت في وقت سابق، تصريح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، الذي شبّه التسوية المحتملة للصراع الأوكراني بـ”هدنة موسكو” الموقعة عام 1944 بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا.
وجاءت تصريحات الرئيس الفنلندي خلال اجتماع بين ترمب وعدد من القادة الأوروبيين، إذ أعرب عن ثقته في إمكانية التوصل إلى حل للصراع في 2025، كما حدث في عام 1944.
تغيير موقف فنلندا
وأشارت زاخاروفا إلى أن فنلندا، خاضت الحرب العالمية الثانية ضد الاتحاد السوفيتي، بل وشاركت إلى جانب “ألمانيا النازية”، في حصار لينينجراد، وإنشاء معسكرات اعتقال في الأراضي السوفيتية المحتلة.
وقالت إن فنلندا، غيّرت موقفها عام 1944 بتوقيعها “هدنة موسكو”، لكنها لم تفعل ذلك إلا تحت ضغط “الجيش الأحمر” (السوفيتي) الذي بدأ هجوماً، وانتصر على ألمانيا النازية وحلفائها، مضيفة أنه:”إذا قرر ستاب اتباع نهج عام 1944، فعليه أن يتحرك ضد حلفائه النازيين الجدد، ويبدأ بهزيمة نظام كييف”.
وانضمت فنلندا، التي تشترك مع روسيا في حدود بطول 1300 كيلومتر، إلى حلف شمال الأطلسي العسكري في 2023، وهو ما اعتبرته موسكو في ذلك الوقت خطأ تاريخياً خطيراً.
وأغلقت فنلندا الحدود البرية مع روسيا في العام نفسه، متهمة موسكو باستخدام الهجرة كسلاح ضدها، وهو ما نفاه الكرملين.
وأعلنت الحكومة الفنلندية العام الماضي، تمديد إغلاق المعابر الحدودية البرية مع روسيا إلى أجل غير مسمى.
وكان الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، قد أشار مراراً إلى ضرورة التشدد مع روسيا، وأخذ التهديد الذي يقول إنها تشكله على محمل الجد.
القوات الفنلندية
وتضم القوات المسلحة الفنلندية 12 ألف جندي محترف، لكن فنلندا تُدرّب أكثر من 20 ألف مجنّد سنوياً ويمكنها تعبئة 280 ألف جندي قادر على القتال، بالإضافة إلى 600 ألف جندي احتياط، وهي قدرات استثنائية تتمتّع بها دولة واقعة في أوروبا.
وتعمل الدولة الإسكندنافية على رفع ميزانيتها الدفاعية بنسبة 40% بحلول عام 2026. ولديها أسطول مكوّن من 55 طائرة مقاتلة من طراز F-18 تنوي استبدالها بالمقاتلات الأميركية الأكثر تطوراً F-35، بالإضافة إلى 200 دبابة وأكثر من 700 قطعة مدفعية.
كما تعني عضوية فنلندا في “الناتو”، زيادة الطول الإجمالي للحدود بين روسيا والناتو بمقدار الضعف تقريباً، ما يعني “مئات الكيلومترات الإضافية من الحدود التي يجب حمايتها، ما يشكّل ثقلاً لا يُستهان به بالنسبة لحلف شمال الأطلسي”.
وتعتبر موسكو أن كل عضو جديد في حلف شمال الأطلسي، يزيد من تغيير الحدود الجيو استراتيجية التي تفصل بينها وبين الولايات المتحدة.
وقبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، كانت روسيا تطالب بالامتناع عن أي توسع ونشاط عسكري في أوكرانيا وأوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى.
وفي عام 2022، أجرى حلف الناتو 9 مناورات، من شرق البحر المتوسط إلى البلطيق، ومن جورجيا إلى دول البلطيق، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويمكن لحلف شمال الأطلسي “الاعتماد على نحو 3.5 مليون من الطواقم والجنود والمدنيين مجتمعين”، بحسب القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا.