اخبار عمان غرفة الأخبار

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، نسف المباني السكنية في مدينة غزة ضمن خطته لتهجير السكان واحتلال المدينة، في حين وثقت المصادر الطبية استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في غارات جديدة.

ودمرَّت طائرات الاحتلال، ظهر اليوم، برج السوسي السكني المقابل لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، وذلك في حملة جديدة لتدمير ما تبقى من المباني متعددة الطوابق.

ويقطن هذا البرج عشرات العائلات، بينما زعم جيش الاحتلال أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” كانت تستخدم المبنى “لجمع المعلومات” و”مراقبة تحركات الجنود”. وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان عمارة الرؤيا بمدينة غزة والنازحين في الخيام المحيطة بها للمغادرة فورا قبل تدميرها. وكان قد دمر، أمس الجمعة، برج مشتهى غربي المدينة.



 

وفي وقت سابق، نفّذ جيش الاحتلال عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية شمالي مدينة غزة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، بيانًا يدعو فيه سكان المدينة لإخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب قطاع غزة عبر شارع الرشيد الساحلي، مدعيا تخصيص منطقة المواصي منطقة إنسانية، وهي التي قصفها مرارا منذ بداية الحرب رغم بيانات مماثلة.

هل يوجد إبادة أبشع من هذه؟

ذكرياتنا، حياتنا تدمرها إسرائيل بالبث الحي والمباشر.

اللحظات الأولى لقصف الاحتلال بثلاثة صواريخ استهدفت برج “مشتهى” ومحيطه غرب غزة. pic.twitter.com/zeazIlEiIL


— أنس الشريف Anas AlSharif (@AnasAlSharif0) September 5, 2025

وأفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 21 شخصا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم السبت، بينهم 13 في مدينة غزة. كما استُشهِد طفل وأصيب عدد من المواطنين في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الشيخ رضوان بالمدينة، وفقا لما ذكره مصدر في الإسعاف والطوارئ.

وفي ظل الحصار الإسرائيلي وانهيار المنظومة الصحية، دعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في جميع مستشفيات قطاع غزة، لا سيما مجمع الشفاء الطبي.

ومنذ بضعة أسابيع، تنفذ إسرائيل مستوى آخر من الإبادة الجماعية، من خلال نسف مربعات سكنية كاملة في مدينة غزة وفي جباليا شمالي القطاع، ضمن خطتها لاجتياح المدينة، واحتلالها في عملية أسمتها “عربات جدعون 2”.

وأدانت دول عديدة ومنظمات حقوقية وإنسانية عمليات الجيش الإسرائيلي، محذرة من تصعيد دموي جديد وتهجير واسع لسكان مدينة غزة، الذين يناهز عددهم مليون نسمة.

وقالت الأمم المتحدة إن آلاف الفلسطينيين نزحوا نحو ساحل غزة مع تصاعد القتل والمجاعة.

وفي جنوب قطاع غزة، استشهد 6 من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات جنوب غربي مدينة خان يونس، وفقا لما ذكره مصدر طبي.

وأصيب 6 فلسطينيين بنيران مسيّرة إسرائيلية في حي الأمل شمال غربي خان يونس، خلال محاولتهم العودة لتفقد منازلهم المدمرة في الحي، وفقا لما أفاد به مستشفى الأمل.

ومنذ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة على سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد.

وخلّفت الإبادة أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف مصاب، كما استشهد جراء التجويع 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.

إلى ذلك، نددت الحكومة الفلسطينية في غزة، اليوم السبت، بتكرار عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأبراج والعمارات السكنية بالقطاع، وآخرها “برج مشتهى” غربي مدينة غزة، معتبرة ذلك جريمة حرب، وتهجيرًا جماعيًا قسريًا لمئات آلاف المدنيين.

وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن الهجمات الإسرائيلية على الأبراج السكنية بمختلف مناطق القطاع “تعكس سياسة ممنهجة للتهجير القسري واستهداف المدنيين”. وأكد أن القانون الدولي “يفرض على القوة القائمة بالاحتلال إثبات وجود هدف عسكري محدد واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب أو تقليل الأذى المدني، وهو ما لم يحدث على الإطلاق”. وأوضح الثوابتة أن استهداف الأبراج “يتم دون وجود أي أهداف عسكرية”، معتبرا أن ذلك “يرقى إلى جرائم حرب واضحة تؤدي إلى تهجير جماعي لمئات الآلاف من المدنيين”.

وأفاد الثوابتة بأن مدينة غزة وحدها تضم نحو 914 ألفا و556 نسمة، ويبلغ عدد الأبراج والعمارات السكنية متعددة الطوابق فيها حوالي 51 ألفا و544 مبنى.

ولفت إلى أن قصف الأبراج “يستهدف إحداث ضغط ديمغرافي ونفسي على السكان، وتهجيرهم قسريا، وإعادة تشكيل السيطرة الميدانية”.

وأوضح أن ذلك يحمل أيضا أبعادا سياسية وإعلامية تهدف إلى فرض الردع داخليًا وخارجيًا، مؤكدا أن استهداف الأبراج السكنية جريمة واضحة ضد المدنيين وفق القانون الدولي.

واتهم المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الولايات المتحدة بـ”توفير غطاء رسمي لهذه السياسات”، مضيفا أن ذلك “يحوّل المدن السكنية إلى مسرح للجريمة”.

وشدد على أن ما يجري في غزة من تهجير واستهداف متعمد للمدنيين يتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والمنظمات القانونية للتحقيق والمساءلة القانونية ضد الاحتلال وقادته، وضمان حماية السكان المدنيين ووقف سياسة التهجير القسري الممنهج.

وأمس الجمعة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي “برج مشتهى” وهو مبنى متعدد الطوابق غربي مدينة غزة كان يؤوي مئات الفلسطينيين، ويقع في منطقة تضم عشرات آلاف النازحين، وذلك بعد تهديد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن “أبواب الجحيم تفتح على غزة الآن”.

 

شاركها.