اعتبر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، أن وصف الحكومة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بأنه طوعي، “هراء”، مشدداً على أن التهجير “خط أحمر” لن يتم السماح به تحت أي ظرف.

وقال عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، في القاهرة: “قلنا إن مسألة التهجير هي خط أحمر للأردن، ومصر، والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف”.

وأضاف الوزير المصري: “إذا كان هناك مجاعة من صنع الاحتلال (الإسرائيلي) ومن صنع البشر، فهذا لدفع السكان للخروج من أرضهم هذا هراء أن نقول إن هناك تهجيراً طوعياً”.

وأردف: “الشعب الفلسطيني يتمسك بأرضه، ويتمسك بترابه الوطني، ولا يرغب في أن يغادر أرضه.. ولماذا يغادر هذه أرضه هذا حق تاريخي له، وهذا حق قانوني وحق إنساني وحق أخلاقي وحق معنوي”.

وكان نتنياهو زعم، الخميس، أنه يستطيع فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين، لكن سيتم إغلاقه فوراً من جانب مصر، ملمحاً إلى موقف القاهرة الرافض لمخططات التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة.

ويأتي تصريح نتنياهو مع بدء اجتياح مدينة غزة، وسط نقاشات إسرائيلية حول خطط تهجير إسرائيل لسكان قطاع غزة.

“250 صحافياً فقدوا حياتهم”

وتابع عبد العاطي: “محاولة تطبيق آليات بديلة لنشاط الأونروا افتقرت للكفاءة والشرعية”، مضيفاً: “نقف بثبات بجوار الأونروا في مواجهة الأزمات المالية التي تسعى للنيل منها”، مشيراً إلى أن “الالتزامات الدولية تجاه الأونروا ليست تفضلاً من أحد”.

فيما قال لازاريني، إن “360 شخصاً من موظفي وكالة الأونروا راحوا ضحية الأعمال العدائية في غزة”، مشيراً إلى أنه “حتى العاملين في مجال الإغاثة يشعرون بالجوع”.

وأضاف: “الأونروا لديها الغذاء اللازم لتغطية غزة في مصر والأردن، ولكن لا بد من إزالة القيود”. وأشار إلى أن “250 صحافياً فقدوا حياتهم أثناء تغطية الأخبار في غزة، ومحاولات توثيق ما يحدث”.

وتابع المسؤول الأممي: “نطبق سياسات تقشفية في بعض برامج الأونروا، وقد لا نستكمل أنشطة العام الجاري”.

تعنت إسرائيلي

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن “التعنت الإسرائيلي المستمر يعد عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم ملموس في مسار التهدئة”.

وأردف: “أبقينا معبر رفح مفتوحاً على مدار الساعة، رغم إغلاقه من الجانب الفلسطيني بواسطة قوات الاحتلال”، لافتاً إلى أن “هناك أكثر من 6 آلاف الشاحنة على الجانب المصري من المعبر تمنعها إسرائيل”.

ونوّه وزير الخارجية المصري بأن “أكثر من 35 ألف شاب وشابة مصرية يتطوعون في عمليات إغاثة وإيصال المساعدات لسكان غزة”.

وأكد أن مصر تقف “بثبات كامل إلى جانب الأونروا ضد ما تتعرض له للقضاء عليها والقضاء على حق العودة المكفولة للفلسطينيين”.

ومضى قائلاً: “نحمل المجتمع الدولي خصوصاً الدول المانحة مسؤولية تراجع الدعم للأونروا”.

عبد العاطي وويتكوف يبحثان التطورات

وفي السياق، بحث عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي، مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التطورات في قطاع غزة.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، بأن الاتصال تناول الجهود المشتركة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، التي تستند إلى العناصر المقترحة للمبعوث الأميركي.

وشدد عبد العاطي على أهمية “تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة من أجل خفض التصعيد، وحقن دماء الشعب الفلسطيني ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى”.

واستعرض الوزير المصري “التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية التي وصلت إلى حد المجاعة”، محذّراً من “خطورة وتداعيات توسع العمليات العسكرية في غزة واستمرار استخدام التجويع كسلاح”.

وأطلع عبد العاطي، المبعوث الأميركي على استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وذلك وفقاً للخطة العربية – الإسلامية التي تم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة في مارس الماضي.

وأودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحياة أكثر من 63 ألف فلسطيني، ودفعت جميع سكان غزة تقريباً إلى النزوح من منازلهم مرات عدة.

شاركها.