في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتزداد تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط، لفت تعيين جيمس هولتسنايدر سفيرًا أميركيًا فوق العادة في الأردن الأنظار، ليس فقط بسبب توقيته، بل بسبب خلفيته “غير التقليدية”.
هولتسنايدر ليس مجرد دبلوماسي عادي. فسجله الحافل يمتد من الميادين العسكرية إلى دهاليز الشؤون الأمنية، بدءًا من خدمته في سلاح مشاة البحرية الأميركية، مرورًا بمهامه في العراق وأفغانستان والصومال، وانتهاءً بمناصب حساسة في مكتب الشؤون السياسيةالعسكرية ومركز عمليات الخارجية الأميركية.
وصفه البعض بـ”السفير الأمني”، نظراً لتاريخه ال بأزمات وصراعات أكثر من علاقات دبلوماسية تقليدية. ويأتي تعيينه بينما تشهد المنطقة اشتعالًا غير مسبوق: حرب في غزة، اضطرابات في الضفة، وصراع نفوذ مفتوح بين إيران وإسرائيل، فيما يقف الأردن على تماس مباشر مع كل هذه الملفات.
في عمّان، لا يُقرأ وصول هولتسنايدر كمجرد خطوة إدارية، بل يُنظر إليه كمؤشر على تحول في أولويات واشنطن تجاه المملكة. فهل نحن أمام تعزيز شراكة أمنية؟ أم رقابة مشددة بلباس دبلوماسي؟ الأهم: هل يمثل الرجل دعمًا… أم اختراقًا؟
الأيام المقبلة ستكشف الكثير. لكن الثابت أن السفير الجديد ليس عادياً. لأنه لم يُرسَل إلى عمّان من أجل البروتوكول… بل لشيء آخر تمامًا.