تواجه مدينة الحجر الأسود في ريف دمشق واقعًا خدميًا مترديًا بعد سنوات من الدمار والنزوح، إذ يعاني الأهالي العائدون من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وتدهور البنية التحتية، وسط ضعف استجابة الجهات المحلية وغياب الإمكانيات اللازمة لإعادة تأهيل المرافق الأساسية.
ووردت إلى عدة شكاوى من أهالي مدينة الحجر الأسود التابعة إداريًا لمحافظة ريف دمشق، بخصوص انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام، دون استجابة من الجهات المعنية في المجلس المحلي.
أسبوع بلا كهرباء
يستمر انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الحجر الأسود منذ نحو أسبوع دون تحرك من المجلس المحلي لحل المشكلة.
واشتكت ولاء العبد الله من انقطاع الكهرباء عن حي الثورة بجانب مدرسة الحجر الأسود الثالثة منذ أكثر من أسبوع، وقالت إن هذه المعاناة تتكرر بين الحين والآخر.
وأضافت ولاء ل، أنه لا يوجد مكتب طوارئ في المدينة، إضافة إلى عدم استجابة رئيس البلدية للشكاوى المقدمة إليه من الأهالي.
علي عبد الفتاح، وهو من أهالي الحجر الأسود، قال ل، إن الشبكة الهوائية للكهرباء تتعطل بشكل مستمر، وليست هناك قدرة لجميع الأهالي على مد خطوط أرضية من المحولات على نفقتهم الخاصة، خصوصًا أن المحولة بعيدة عن منازلهم.
وتتعرض الكوابل الكهربائية للسرقات بشكل متكرر، بحسب عبد الفتاح، منتقدًا عدم المتابعة من قبل المجلس المحلي، وسط انعدام الخدمات داخل أحياء المدينة.
مركزا تحويل فقط في المدينة
مدير المكتب الصحفي للشركة العامة لكهرباء ريف دمشق، محمد إدريس، قال ل، إن مدينة الحجر الأسود تحتاح إلى إمكانيات كبيرة لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية، ويوجد في الخدمة حاليًا مركزا تحويل فقط، وتتم التغذية عبر مخرج الحجر الأسود من محطة تحويل “ميدان 2”.
وتوجد موافقة على تركيب محولة ثالثة هي مركز تحويل الحجر الأسود 54 باستطاعة 630 ك.ف.أ، لكن إدخالها للخدمة يحتاج إلى تنفيذ شبكات توتر منخفض وكوابل وأمراس ألمنيوم، وهذا يتطلب جهدًا وإمكانات إضافية، وفق إدريس.
وحول عدم استجابة مكتب الطوارئ لشكاوى الأهالي، بيّن إدريس أن مكتب طوارئ الحجر الأسود يتبع إداريًا لمكتب طوارئ يلدا، وفيه عامل واحد فقط بالإضافة إلى بعض العمال المدنيين المتطوعين.
وأشار إدريس إلى أن مدينة الحجر الأسود كانت قبل الثورة تتغذى من حوالي 70 مركز تحويل، مضيفًا أنه “ستتم متابعة الشكاوى وإصلاح العطل”.
خدمات متهالكة
رئيس بلدية الحجر الأسود، براء محمد بركات، قال في تصريح سابق ل، إنه بلغ عدد العوائل التي عادت إلى الحجر الأسود بعد سقوط نظام الأسد حوالي 4000 عائلة، وما زال توافد العائلات مستمرًا بشكل يومي.
وبلغت نسبة الدمار في الحجر الأسود 70%، وتقف البلدية عاجزة أمام هذا الدمار، مع غياب الآليات والميزانية الكافية لتحسين الخدمات، ويتم الاعتماد حاليًا على المجتمع المحلي لتجاوز بعض العقبات، بحسب رئيس البلدية.
وأوضح بركات أن الوضع الخدمي سيئ جدًا في مدينة الحجر الأسود، وهي مدينة منكوبة وبالحديث عن 4000 عائلة (حوالي 24 ألف نسمة) عادت إلى المدينة، فهو رقم لا يساوي شيئًا أمام مساحة المنطقة، إذ كانت تضم قبل الثورة حوالي 650 ألف نسمة.
تحتاج مدينة الحجر الأسود إلى شبكة صرف صحي، وإعادة تعبيد للطرق خاصة الرئيسة منها، إثر تعرضها للقصف والتخريب، وتعمل البلدية بمساعدة المجتمع الأهلي على رصف وردم الطرقات والحفر المنتشرة، وتغطية فتحات الصرف الصحي لتجنب وقوع الأهالي فيها وتعرضهم للخطر، بحسب رئيس البلدية.
وبالرغم من التعاون بين مجلس البلدية والمجتمع الأهلي، فإن نقص الآليات وعدم توفر الميزانية الكافية يقفان عائقًا أمام حل جميع المشكلات الخدمية، إذ لا تملك البلدية سوى جرّار واحد وهو بلا مقطورة، وسيارة قمامة واحدة، وتم رفع طلبات إلى محافظة ريف دمشق لتزويدها بآليات خاصة لإزالة الركام الذي يبلغ 1.5 مليون متر مكعب، وهو قابل للزيادة عند البدء بإزالة البيوت المتهالكة.
أثبت الدراسات التي أجراها مهندسو وحدة المياه، عدم صلاحية شبكة مياه الشرب في المدينة والحاجة لاستبدالها، ورغم وجود 30 بئرًا ضمن الحجر الأسود، لا يعمل سوى بئر واحدة، وهي غير كافية لتزويد جميع الأهالي الموجودين حاليًا، وتبلغ تكلفة مد شبكة مياه جديدة دون صيانة الآبار حوالي 20 مليار ليرة سورية، بحسب بركات.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي