وقع أكثر من 1800 ممثل وفنان ترفيهي ومنتج، من بينهم بعض نجوم هوليوود، على تعهد بعدم العمل مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية يرون أنها ضالعة في الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وواجهت بعض الشركات دعوات للمقاطعة واحتجاجات بسبب علاقاتها مع الحكومة الإسرائيلية مع تنامي الأزمة الإنسانية في غزة جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، وصور الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً، وبينهم أطفال، والتي أثارت غضباً عالمياً.

وجاء ذلك وفق رسالة مفتوحة، نُشرت الإثنين في صحيفة “ذا جارديان”، وجاء في الرسالة: “في هذه اللحظة الحرجة، التي تسمح فيها حكوماتنا بالمجزرة في غزة، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمواجهة هذا التواطؤ”.

ووقّع الرسالة المخرج يورجوس لانثيموس والممثلتان أيو إديبيري وتيلدا سوينتون. وجاء هذا التحرك بمبادرة من مجموعة “عمال السينما من أجل فلسطين” (Film Workers for Palestine)، ويحمل أوجه تشابه مع حركة المقاطعة الثقافية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتحديداً حملة “صنّاع الأفلام المتّحدون ضد الفصل العنصري”.

ويهدف هذا التحرك بشكل مباشر إلى وقف التعاون مع المهرجانات ودور العرض وشركات التوزيع والإنتاج التي، وفقا للموقّعين، تسهم في “تبرئة أو تبرير الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري” الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين.

ومن بين الأحداث المذكورة بالاسم “مهرجان القدس السينمائي” ومهرجان “دوكافيف” للأفلام الوثائقية اللذان “يواصلان التعاون مع الحكومة الإسرائيلية”، بحسب الرسالة. وأضاف الموقعون أن “معظم شركات الإنتاج والتوزيع والمؤسسات السينمائية في إسرائيل لم تعترف قط بكامل الحقوق المعترف بها دولياً للشعب الفلسطيني”.

وأشار الموقعون إلى أن هناك بعض الكيانات السينمائية الإسرائيلية التي ليست متواطئة، من دون تسميتها. ويُضيف الموقّعون في البيان “نلبي نداء السينمائيين الفلسطينيين الذين دعوا المجتمع السينمائي العالمي إلى كسر الصمت، ورفض العنصرية، ومناهضة تجريد الإنسان من إنسانيته”.

وجاء في التعهد “استلهاماً من (صناع الأفلام المتحدين ضد الفصل العنصري) الذين رفضوا عرض أفلامهم في جنوب إفريقيا بينما كانت تمارس الفصل العنصري، نتعهد بعدم عرض الأفلام أو الظهور في أو العمل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما ومؤسسات البث وشركات الإنتاج، الضالعة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني”.

وذكر التعهد أنه لا يحث أي أحد على التوقف عن العمل مع الإسرائيليين، بل أن “الدعوة موجهة للعاملين في صناعة الأفلام لرفض العمل مع المؤسسات الإسرائيلية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان”.

وأضاف أن المؤسسات السينمائية الإسرائيلية شاركت في “تمويه أو تبرير” الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وأشار إلى رأي محكمة العدل الدولية، الذي صدر العام الماضي، بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وتقييمات العديد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين بأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية.

ومن بين الممثلين الموقعين على التعهد أوليفيا كولمان، وإيما ستون، ومارك رافالو، وريز أحمد، وخافيير بارديم، وسينثيا نيكسون.

ورفضت حكومة إسرائيل في وقت سابق دعوات مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية ووصفتها بالتمييزية. وتزعم إسرائيل أن ما تفعله في غزة يعد “دفاعاً عن النفس”، على الرغم من قتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، فضلاً عن إصابة عشرات آلاف آخرين، وتشريد مئات الآلاف وتدمير القطاع الفلسطيني.

وفي الأسبوع الماضي، حظي فيلم (صوت هند رجب)، وهو فيلم عن طفلة فلسطينية في الخامسة من العمر قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة العام الماضي، بحفاوة بالغة في مهرجان البندقية السينمائي. والنجمان براد بيت وواكين فينيكس من بين المنتجين المنفذين للفيلم.

شاركها.