في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها قطاع غزة منذ تصعيد العدوان الإسرائيلي، تتواصل الجهود المصرية لتقديم الدعم الإغاثي والطبي العاجل لأهالي القطاع، في صورةٍ تجسّد ثبات الموقف المصري وعمق العلاقة مع الشعب الفلسطيني، رغم التعقيدات الأمنية والميدانية المتفاقمة.

وأطلقت مصر، ممثلةً في الهلال الأحمر المصري، قافلة “زاد العزة” رقم 33، محمّلةً بـ2800 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والوقود، لتؤكد من جديد أن غزة لم تُترك وحدها، وأن الضمير الإنساني المصري حاضرٌ دائمًا في أحلك الظروف.

الهلال الأحمر يطلق القافلة الـ33 إلى غزة

أعلن الهلال الأحمر المصري، اليوم الثلاثاء، انطلاق الفوج الرابع من القافلة رقم 33 تحت شعار “زاد العزة.. من مصر إلى غزة”، محمّلةً بمساعدات إنسانية عاجلة، في اتجاه جنوب قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، الذي أصبح المنفذ الوحيد لإدخال الإغاثة بعد تدمير الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو 2024.

وتضم القافلة:

2300 طن من السلال الغذائية والدقيق.

450 طنًا من المستلزمات الطبية والإغاثية.

160 طنًا من المواد البترولية.

ويجري تفويج الشاحنات بإشراف مباشر من الهلال الأحمر المصري، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وهيئات الأمم المتحدة العاملة في غزة.

 الوضع الصحي ينهار.. ونداء استغاثة من غزة

في مداخلة عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، وصف محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، الوضع الصحي بأنه “كارثي وعلى شفا الانهيار الكامل”، مشيرًا إلى أن:

المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال الجرحى.

نقص حاد في الأدوية، حتى الشاش والمسكنات بدأت تنفد.

انتشار الأمراض الناتجة عن التلوث ونقص المياه.

قصف استهدف مراكز صحية ومناطق نزوح.

وتابع: “لا توجد طواقم كافية، ولا حتى سيارات إسعاف، نضطر لنقل الجرحى بوسائل بدائية قد تهدد حياتهم.. فرق الإنقاذ تعمل بإمكانيات متواضعة وتحت النار”.

وطالب بسرعة إدخال الأدوية، حليب الأطفال، مواد التعقيم، والمستلزمات المخبرية لتجنب انهيار شامل في النظام الصحي.

 القوافل لا تتوقف رغم القصف والانفجارات

من معبر رفح، نقل مراسل “إكسترا نيوز”، محمد عادل، مشاهد حية لانطلاق القافلة، مؤكدًا أن: “الفوج الرابع من القافلة يمر تباعًا وسط أجواء توتر أمني، بينما تُسمع أصوات الانفجارات بوضوح من داخل غزة”.

وأشار إلى أن القوافل السابقة:

شملت أكثر من 100 شاحنة.

حملت وقودًا، وأدوية، ومواد إيواء، وسلال غذائية.

أُرسلت مياه شرب، وحليب أطفال، ومستلزمات شخصية.

يجري تفويجها على مدار الساعة.

وتواصل مصر عبر هذه القوافل الربط الفعلي بين القول والفعل، مقدمةً مساعدات تواكب حجم المأساة، رغم المخاطر الأمنية.

 كرم أبو سالم: الشريان الإنساني الأخير

بدوره، أوضح مراسل “القاهرة الإخبارية” من رفح، زياد قاسم، أن كرم أبو سالم بات المنفذ الوحيد المتبقي لنقل المساعدات إلى غزة، بعد أن دمّر الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما عطّل حركة الإغاثة عبره.

وأكد أن القوافل تتضمن:

مواد غذائية جافة (أرز، مكرونة، بقوليات).

مواد إيواء (بطاطين، خيام).

أدوات نظافة وعناية شخصية.

مستلزمات طبية طارئة.

وقال إن قوائم الشحنات تُحدّث باستمرار وفق الأولويات الميدانية داخل القطاع، مشيرًا إلى أن الهلال الأحمر المصري هو الجهة الرسمية الوحيدة المخوّلة بإدخال هذه المساعدات.

المصدر: صدى البلد

شاركها.