حصد برنامج الماجستير الإكلينيكي في طب العائلة بجامعة الخليج العربي تقديراً دولياً بعد عرض نموذجه الإرشادي المبتكر في المؤتمر الدولي للتعليم الطبي (AMEE) الذي عُقد حديثاً في برشلونة. إذ قدم أستاذ طب العائلة بكلية الطب والعلوم الصحية، الأستاذ الدكتور محمد هاني شحاته، ورقة علمية حول البرنامج البحثي الذي كانت المؤلف الرئيسي فيه أستاذة طب العائلة والمجتمع المساعد بكلية الطب والعلوم الصحية، استشارية أولى في طب الأسرة واختصاصية طب نمط الحياة، الدكتورة فاطمة هباش.

يشار إلى أن البرنامج انطلق في أبريل 2020، وصُمم نظامه معتمدًا على جمع البيانات وتحليلها بصفة دورية لتحقيق النجاح والاستمرارية على المدى الطويل. إذ يتميز البرنامج بوجود نظام إرشادي متعدد المستويات، مع نسبة مرشد أكاديمي واحد لكل خمسة متدربين، ليعتبر هذا المكون الذي حاز على الإشادة الدولية، ركيزة أساسية في برنامج الماجستير، حيث يمثل نموذجاً يُحتذى به في توفير التوجيه الأكاديمي والدعم النفسي للمتدربين.

ومن أبرز ابتكارات البرنامج التي تم عرضها، هو استخدام لوحة معلومات إلكترونية منظمة لمتابعة عدة مؤشرات أداء رئيسية لكل متدرب، مما سمح بجمع وتحليل البيانات بشكل فوري ومكّن من تحديد التحديات التي تواجه المتدربين وتقديم تدخلات شخصية وعاجلة.

وكشفت نتائج الدراسة أن البرنامج فعّال في تحديد عدد من التحديات، كان أبرزها “إدارة الوقت”، بالإضافة إلى تحديات أخرى نفسية واجتماعية وصحية. وبفضل هذا النظام تمكنت اللجنة الأكاديمية من تقديم تدخلات مخصصة، منها على سبيل المثال توفير الدعم النفسي واستخدام تقنيات المحاكاة عالية الدقة لدعم التدريب. وتم تحديد 12 متدرباً معرضاً للخطر (15% من إجمالي الدارسين). وبفضل الله ثم التدخلات المدروسة، تمكن 50% منهم من التخرج في الوقت المحدد، بينما أكمل الآخرون البرنامج بنجاح.

هذا، وأكدت هذه الدراسة على أن برامج الإرشاد والمتابعة المبنية على البيانات ضرورية لضمان نجاح المتدربين في برامج الدراسات العليا الطبية، كما برهنت على أهمية الحوكمة السليمة والقيادة والعمل الجماعي في استمرارية تميز برامج التعليم الطبي المختلفة.

ولا يزال البرنامج مستمراً في تطبيق هذا النظام على الدفعات الجديدة، من خلال لجنته الأكاديمية وفريق من المرشدين والمدربين من استشاريين طب العائلة في مراكز الرعاية الأولية بمملكة البحرين.

شاركها.