اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) العامل في المجال الإنساني عبد الله عمر الدربوك، وهو قائد فريق في منظمة الهجرة الدولية (IOM).

وذكرت ثلاثة مصادر متقاطعة ل أن الدربوك اعتقل في مدينة الرقة، في 23 من آب الماضي، بعد رسالة على هاتفه بضرورة مراجعة “مقر الاستخبارات العسكرية” التابعة لـ”قسد” والكائن في شارع “النور” عند مستشفى الأطفال بمدينة الرقة.

وحين وصوله إلى المقر، صودر هاتف، وجرى اعتقاله، ولدى الاستفسار عن وضعه أُعلم ذووه أنه معتقل بتهمة الانتساب للمنظمة، دون إذن عمل من “قسد”.

وقال صديق للمعتقل (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) إن الدربوك قائد لفريق يبلغ نحو 40 عاملًا في منظمة “IOM”، وهو من الأتارب في حلب، وعيِّن منذ بداية تموز الماضي ضمن “مشروع مصفوفة تتبع النزوح (DTM) التابع لإدارة “منظمة الهجرة الدولية”.

منظمة “IOM” تأسست عام 1951 وهي جزء من منظومة الأمم المتحدة، وتُعد رائدة في مجال الهجرة، وتهدف إلى تقديم الدعم للمهاجرين في جميع أنحاء العالم، وتطوير استجابات فعّالة لديناميكيات الهجرة المتغيرة، وتقديم المشورة بشأن سياسات وممارسات الهجرة.

تهم بالتجسس والإرهاب لـ”الدربوك”

وقال صديق الدربوك وموظفان يعملان معه، إنهم تواصلوا مع مسؤولي منظمة “IOM”، الذين تواصلوا بدورهم مع مسؤولين في استخبارات “قسد”، فكان الرد بأن الدربوك معتقل لـ”تورطه في جرائم إرهابية وله اتصالات عسكرية مع مناطق الحكومة السورية وزيارات لتلك المناطق”.

وأشار صديق المعتقل إلى أنه كان يزور أقاربه في مدينة حمص بشكل متكرر، وهذه لا تعد تهمة فالكثيرون يزورون أقاربهم في مناطق الحكومة.

وقال إن “قسد” نفذت الأيام الماضية حملة مداهمات لعدد من منازل العاملين في المشروع وحاولت تلفيق تهم متعددة منها “الإرهاب”، “الانتماء لداعش”، “التجسس”، “تصوير الأنفاق” التي تقوم “قسد” بحفرها، و”العمل دون إذن خاص”، وغيرها.

المنظمات الدولية تستعين في عمليات تعيين الموظفين لديها بشركات موارد بشرية وسيطة، مثل شركة “Starsorbit” الأردنية التي كانت وسيطًا في تعيين الدربوك و40 من زملائه لدى منظمة “IOM”، بحسب صديق دربوك.

عمل فريق دربوك تمثل بإنجاز البيانات الإحصائية حول أعداد النازحين لتقديم المساعدة لهم من قبل المنظمة، ولكن استخبارات “قسد” أبلغت ذوي الدربوك أنه كان يعد “تقارير استخباراتية” وليس بيانات إحصائية، وأن المنظمة، غير مرخصة.

وتقع مدينة الرقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي 500 كيلومتر، وعن مدينة حلب 200 كيلومتر، وتسيطر “قسد” على غالبية مناطق المدينة.

المنظمة لا تجيب

حاولت التواصل مع فريق إدارة منظمة الهجرة الدولية (IOM) العامل في سوريا، لمعرفة ملابسات وأسباب اعتقال عبد الله الدربوك، سواء عبر الإيميل أو بالاتصال الهاتفي، لكن لم تتمكن من الحصول على جواب حول الأمر.

ممثل لشركة “Starsorbit” الاستشارية الخاصة الوسيطة في توظيف العاملين، قال ل إن الشركة مستعدة على الصعيد الإنساني والاجتماعي للوقوف إلى جانب المعتقل في حال مثوله أمام القضاء.

وأضاف أن الشركة قامت من مقرها في العاصمة الأردنية عمان بعقد اجتماع افتراضي، مع ممثلي منظمة “IOM” في جنيف لمعرفة سبب اعتقال الموظف لديها، مشيرًا إلى أن ممثلي المنظمة قالوا إنهم سيتواصلون مع “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا لمعرفة أسباب اعتقال الدربوك، والمطالبة بالإفراج عنه.

“Starsorbit” شركة موارد بشرية، تنشط مع وكالات الأمم المتحدة، المنظمات العالمية والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وتقدّم الدعم التقني والفني والضمان الصحي والراتب للموظفين من حسابات المنظمة، فيما تتولى المنظمات إعداد قاعدة البيانات، وتصدير التقارير، والدورات التدريبية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.