اخبار تركيا
تحتضن مدينتا إسطنبولوشانلي أورفاالتركيتين، يومي الخميس والجمعة، فعاليات المائدة المستديرة الدولية حولغزةوالمقدسات، حيث يجتمع قادة دينيون وسياسيون ومثقفون من مختلف دول العالم تحت شعار “أوقفواالإبادة الجماعية، أوقفوا الاحتلال، ابدؤوا تعاونا إنسانيا حقيقيا”.
ويهدف المؤتمر للدعوة لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيفلسطين، وإطلاق منصة حوارية تسعى إلى بناء تعاون إيماني وإنساني مشترك بين الشعوب والديانات نصرة للقضية الفلسطينية. وفقا لموقع الجزيرة نت.
ويتولى المنتدى الأوروبي للمسلمين الإشراف على تنظيم المؤتمر، وذلك برعاية مشتركة مع مكتب قضاء فلسطين الشرعي، وبالتعاون معحزب الرفاهالجديد التركي. ويعكس هذا التنسيق حضورا رسميا فلسطينيا معنيا بحماية المقدسات، إلى جانب دعم تركي مباشر، بما يمنح المؤتمر مظلة دولية أوسع ويعزِّز من وزنه وتأثيره.
ويحظى المؤتمر بمشاركة واسعة، تضم قيادات دينية وسياسية وثقافية من مختلف أنحاء العالم، إذ يشارك من فلسطين مفتيالقدسوالديار الفلسطينية الشيخمحمد أحمد حسين، وقاضي القضاة محمود الهباش، إلى جانب شخصيات مسيحية بارزة من الأراضي المقدسة.
ويتوقع حضور شخصيات دولية بينها السياسي البريطانيجيرمي كوربن(زعيم حزب العمال السابق) ووزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس، إضافة إلى برلمانيين ورؤساء أحزاب تركية مثل مصطفى دستجي وفاتح أربكان، فضلا عن شخصيات أكاديمية ومدنية من آسيا وأفريقيا وأوروبا، بينها ممثلون من بنغلاديش وداغستان، كما يشارك في أعمال المؤتمر الأمين العامللاتحاد العالمي لعلماء المسلمينالدكتورعلي القره داغي.
ويمتد الحضور ليشمل قيادات دينية وروحية من “الديانات الإبراهيمية الثلاث” (الإسلام والمسيحية واليهودية)، بينهم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا، والحاخام يسرائيل دوفيد فايس منحركة ناطوري كارتااليهودية المناهضةللصهيونية.
ويشارك أيضا نشطاء مجتمع مدني وقانونيون من أوروبا والعالم، بما يعكس شعار المؤتمر الرامي إلى إرساء تعاون حقيقي يجمع أتباع الديانات الثلاث للدفاع عن المقدسات الفلسطينية.
ويحظى المؤتمر بدعم محلي من السلطات التركية، إذ تستضيف إسطنبول فعاليات اليوم الأول، في حين تحتضن شانلي أورفا اليوم الثاني، وأبدت بلدية أورفا اهتماما خاصا بالتحضيرات، حيث شارك رئيسها في الاستعدادات مؤكدا أهمية رفع الصوت نصرة لغزة وحماية للمقدسات.
وبحسب البرنامج الرسمي، تتوزع أعمال المائدة المستديرة الدولية حول غزة والمقدسات على محاور رئيسية تركز على الجوانب الإنسانية والدينية للقضية الفلسطينية، وتشمل:
حمايةالمسجد الأقصىمن الاعتداءات والتهويد.
صونالحرم الإبراهيميفي الخليل والحفاظ على طابعه التاريخي.
تعزيز التعاون الإبراهيمي الحقيقي في مواجهة استغلال اسم “إبراهيم” في اتفاقيات سياسية حديثة.
الدفاع عن المقدسات المسيحية ووقف استهداف تراثها.
الدعوة لإنقاذ غزة ورفعالحصارووقف الحملة العسكرية المستمرة ضد سكانها.
ويُفتتح اليوم الأول للمؤتمر بمدينة إسطنبول داخل قصر جراغان التاريخي، حيث تلقى الكلمات الافتتاحية ثم تعقد ثلاث حلقات نقاشية تتناول مراجعة “اتفاقيات أبراهام” وطرح مفهوم التعاون الإبراهيمي الحقيقي، وسبل حماية المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي من مخاطر التهويد، إضافة إلى مناقشة الوضع الإنساني في غزة باعتباره مسؤولية عالمية مشتركة.
أما اليوم الثاني، فينعقد في شانلي أورفا جنوبي تركيا، حيث تنظم جلستان رئيسيتان؛ الأولى بعنوان “صون التراث المسيحي في فلسطين” وتركز على حماية المقدسات المسيحية والحفاظ على وجودها التاريخي، في حين تحمل الثانية شعار “صوت السلام.. من أرض إبراهيم إلى شعب إبراهيم”، وتدعو لترسيخ قيم التعايش والسلام بين أتباع الديانات الإبراهيمية.
ويُختتم المؤتمر بصدور بيان ختامي يلخص مداولات اليومين، متضمنا توصيات تطالب بوقف فوري للعدوان على غزة، وحماية دور العبادة في فلسطين، وتشكيل جبهة دولية للدفاع عن المقدسات.
في السياق، قال رئيس المنتدى الأوروبي للمسلمين عبد الواحد نيازوف إن الدعوة إلى تحالف ديني وإنساني ضد الإبادة والاحتلال لاقت صدى واسعا حول العالم، موضحا أن “الممارسات التي ينفذها الاحتلال الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران، تكشف عن إرهاب منظم غير مسبوق”.
وأشار، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن ما وصفه بـ”العمل الإرهابي الفج” الذي وقع فيقطرمؤخرا يعكس حقيقة السياسات الإسرائيلية القائمة على استهداف الشعوب الأصلية في فلسطين وانتهاك تقاليد التعايش بين الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأضاف أن هذه الانتهاكات أثارت ردود فعل مضادة واسعة، إذ يتوحد “الجزء السليم والواعي من الإنسانية” في مواجهة ما اعتبرها “وقاحة تكشف الطبيعةالفاشيةللاحتلال”.
وأوضح نيازوف أن المؤتمر لا يقتصر على طابع رمزي أو ديني، بل يشكل منصة يشارك فيها ممثلون عن الديانات الثلاث إلى جانب سياسيين ومثقفين ورياضيين وناشطين من مختلف أنحاء العالم، ليكون “تعبيرا عن رأي عام واسع يرفض استمرار العدوان”.
وأشارإلى أن توقيت المؤتمر يكتسب أهمية إضافية مع اقتراب اجتماعاتالجمعية العامة للأمم المتحدة، ومع إعلان عدد من الدول الغربية، بينها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا، نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرا أن ذلك يخلق واقعا سياسيا جديدا يقلق إسرائيل ويدفعها لتصعيد هجماتها في المنطقة.
وختم مؤكدا أن “النظام الصهيوني في حالة احتضار”، وأن الشعوب سبقت حكوماتها في التعبير عن موقفها، كما يتضح من المظاهرات غير المسبوقة في العالم، مما يمثّل “أكبر شاهد على أن العالم لا يدافع عن فلسطين وحدها، بل عن القيم الإنسانية والمبادئ العالمية التي كافحت البشرية طويلا لترسيخها”.