قال زهران ممداني المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، إنه مستعد للعمل مع الرئيس دونالد ترمب، حتى في الوقت الذي يصفه فيه الرئيس الأميركي بـ”الشيوعي المجنون”.

وأضاف ممداني في مقابلة، الخميس بمقر “بلومبرغ” في نيويورك: “سأكون سعيداً بالعمل مع الرئيس والإدارة في أي أمر يعود بالنفع على سكان نيويورك. أما ما يمكن أن أختلف معهم فيه فهو في المقترحات التي تأتي على حساب هؤلاء السكان أنفسهم”.

وأشار المرشح البالغ من العمر 33 عاماً، والذي يُعد الأوفر حظاً في انتخابات نوفمبر المقبل، إلى أنه لم يتحدث بعد مع ترمب الذي حاول التأثير على الانتخابات لإفشال مساعي ممداني.

وذكر ترمب في وقت سابق أنه يريد من اثنين من المرشحين ضد ممداني الانسحاب من السباق لتحسين فرص الحاكم السابق لنيويورك والمرشح المستقل أندرو كومو.

كما قال في مقابلة مع FoxNews، الجمعة، إن المرشح الجمهوري كيرتس سليوا “ليس بالضبط نجم الساعة”، وانتقد حبه للقطط. كذلك، لمح مستشارو ترمب إلى طرح مناصب لرئيس البلدية الحالي إريك آدامز لإغرائه بالانسحاب من السباق.

وأضاف ترمب في المقابلة: “إذا نظرت إلى المرشحين الآن، قد يتمكن أحدهم بمفرده من التغلب عليه، وأنا لا أنظر إلى استطلاعات الرأي بدقة، لكن يبدو أنه سيفوز”، في إشارة لممداني.

وحقق ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي فوزاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عبر الترويج لرسالة تركّز على القدرة على تحمّل تكاليف الحياة، بما في ذلك تجميد الإيجارات لأكثر من مليونين من سكان نيويورك، وتوفير رعاية أطفال مجانية، وتشغيل متاجر بقالة مملوكة للمدينة. لكن أجندته التقدمية أقلقت “وول ستريت” وقادة الأعمال، إذ تعهّد ممداني بزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء.

وقال: “لا أعتقد أنه ينبغي أن يكون لدينا مليارديرات، لأن ذلك يمثل فجوة صارخة من عدم المساواة”، مضيفاً ذلك بعد أيام من ظهوره مع السيناتور الأميركي بيرني ساندرز خلال فعالية انتخابية في كلية بروكلين.

جدل بشأن الضرائب

أعلن ممداني أنه يحتاج إلى جمع 10 مليارات دولار لتمويل برامجه الرئيسية، 9 مليارات منها عبر زيادات ضريبية، والبقية من توفيرات في التكاليف.

وأي زيادة في الضرائب ستتطلب موافقة حكومة الولاية، فيما أوضحت الحاكمة الديمقراطية كاثي هوكول أنها لا ترغب في زيادة الرسوم، وقالت لتلفزيون “بلومبرغ” هذا الأسبوع: “على الشركات أن تعلم أن مدينة نيويورك، على قوتها وعظمتها، ما زالت تقسيماً فرعياً من الدولة، لذا أي زيادة ضريبية يجب أن تمر عبر مكتبي أولاً”.

وذكر ممداني أنه واثق من قدرته على تمرير زيادات ضريبية، لكنه “مرن تماماً” فيما يتعلق بطرق أخرى لزيادة الإيرادات لتمويل مقترحاته الأساسية.

وأضاف: “الأهم هو ما تموله، وليس كيف تموله. فإذا كان هناك مقترح لجمع نفس المبلغ بوسائل مختلفة، فبالطبع ينبغي أن نفعل ذلك”.

وامتنعت حاكمة ولاية نيويورك عن تأييد ممداني. وبالإضافة إلى معارضتها لبعض إجراءاته المالية، قالت في يوليو على قناة MSNBC إن على ممداني أن يقوم بـ”الكثير من المصالحة مع المجتمع اليهودي”.

وممداني، الذي سيكون أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، كان قد انتقد إسرائيل وتبنى مواقف مؤيدة للفلسطينيين في وقت يشهد فيه الحزب الديمقراطي انقسامات عميقة بشأن القضية.

دعم حركة المقاطعة (BDS)

وأكد ممداني مراراً أنه لن يستثمر أموال المدينة في السندات الحكومية الإسرائيلية، وسيلغي جهود العمدة الحالي إريك آدامز لتعزيز الشراكات التجارية بين الشركات الإسرائيلية ونظيراتها في نيويورك.

وأضاف: “أنا شخص دعم ويدعم حركة المقاطعة وسُبل اللاعنف لمعالجة عنف الدولة الإسرائيلي”، في إشارة إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، التي أدانها كثير من المشرعين في البلاد بوصفها معادية للسامية. وعارضت هوشول حركة BDS وأعربت عن دعمها للعلاقات بين نيويورك وإسرائيل.

وقال ممداني إن هناك مجالات سيكون حريصاً فيها على التعاون مع إدارة ترمب، بما في ذلك خفض تكاليف التعاقد في الوكالات الحكومية المترهلة.
وأشار ترمب أيضاً إلى أنه سيتعاون مع ممداني، حتى وهو ينتقد احتمال فوزه.

لكن هناك قضايا متعددة يستعد ممداني لخوض معارك بشأنها، بما في ذلك تخفيضات الرعاية الصحية وبرامج المساعدات الغذائية، كما يتعهد بتعزيز وضع نيويورك كـ”مدينة ملاذ”، وهو ما يحد من تعاون الحكومة المحلية مع الوكالات الفيدرالية بشأن تطبيق قوانين الهجرة.

وإذا لم تنجح الدبلوماسية مع ترمب، قال ممداني إنه سيتبع نموذج كاليفورنيا في معركتها القانونية ضد نشر الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس.

وقال: “هذا هو النموذج الذي نحتاج أن نتبعه هنا لضمان استمرار حصول مدينة نيويورك وولاية نيويورك على التمويل الذي تستحقه”.

شاركها.