اكتشف العلماء طبقة كبيرة من مياه عذبة شاسعة وسريعة، تمتد على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتقع في أعماق المحيط الأطلسي.
يأتي هذا الاكتشاف الرائع في أعقاب اكتشاف غير متوقع قبل ما يقرب من 50 عامًا، عندما قامت سفينة تابعة للحكومة الأمريكية، كانت في الأصل تبحث عن المعادن والهيدروكربونات، بالحفر في قاع البحر قبالة شمال شرق الولايات المتحدة، وعثرت بالصدفة على مياه عذبة.
خزان مياه عذبة
إنها مجرد واحدة من بين العديد من مستودعات “المياه العذبة السرية” المعروفة بوجودها في المياه المالحة الضحلة حول العالم، والتي قد تُستغل يومًا ما لإرواء عطش الكوكب.
ويسعى العلماء حاليًا إلى البحث عن أصل مياه عذبة الجوفية، حيث سيحللون ما يقرب من 50،000 لتر من هذا الخزان في مختبراتهم حول العالم خلال الأشهر المقبلة، ويسعى العلماء إلى حل لغز أصولها، سواء كانت المياه من الأنهار الجليدية، أو أنظمة المياه الجوفية المتصلة على اليابسة، أو مزيجًا من ذلك.
وتزداد صعوبة استخراج المياه، ويزداد الحيرة بشأن من يملكها، ومن يستخدمها، وكيفية استخراجها دون الإضرار بالطبيعة، ولا شك أن جلب هذه المياه إلى الشاطئ للاستخدام العام على نطاق واسع سيستغرق سنوات، إن كان ذلك ممكنًا أصلًا.
لماذا المحاولة؟
تقول الأمم المتحدة إنه في غضون خمس سنوات فقط، وسيتجاوز الطلب العالمي على المياه العذبة الإمدادات بنسبة 40%.
ويؤدي ارتفاع منسوب مياه البحار بسبب الاحتباس الحراري إلى تدهور مصادر المياه العذبة الساحلية، بينما تستهلك مراكز البيانات التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المياه بمعدل لا يشبع.
كادت مدينة كيب تاون، جنوب إفريقيا، أن تنضب بشكل خطير من المياه العذبة التي تكفي سكانها البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريبًا في عام 2018 خلال فترة جفاف قاسية استمرت ثلاث سنوات، ويُعتقد أن جنوب إفريقيا تتمتع بوفرة من المياه العذبة الساحلية تحت سطح البحر، وهناك أدلة على الأقل من روايات متفرقة تشير إلى أن كل قارة قد تمتلك نفس الكمية.
وبدأ العلماء المشروع معتقدين أن طبقة المياه الجوفية التي كانوا يجمعون عينات منها قد تكفي لتلبية احتياجات مدينة بحجم مدينة نيويورك لمدة 800 عام. وقد وجدوا مياهًا عذبة أو شبه عذبة على أعماق أعلى وأدنى تحت قاع البحر مما توقعوا، مما يشير إلى وجود إمدادات أكبر من ذلك.
وامتد عملهم في البحر على مدى ثلاثة أشهر انطلاقًا من سفينة “ليفتبوت روبرت”، وهي سفينة عابرة للمحيطات، تُنزل، بمجرد وصولها إلى الموقع، ثلاثة أعمدة ضخمة إلى قاع البحر وتستقر فوق الأمواج. وعادةً ما تخدم هذه السفينة مواقع النفط البحرية ومزارع الرياح، أما مهمة الحفر هذه فكانت مختلفة.