ندد الاتحاد الأوروبي بما وصفه “الاختراق الروسي لأراضي رومانيا”، الدول العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وذلك بعدما قالت بوخارست إن “طائرة مسيرة روسية اخترقت مجالها الجوي”، مساء السبت.

وتأتي هذه الحادثة بعد ثلاثة أيام من إعلان بولندا دخول سرب من حوالي 19 طائرة مسيرة مجالها الجوي، مما دفع مقاتلات “الناتو” إلى إسقاطها، في ما وصف بـ”أخطر حادث” بين التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وموسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

ودفع هذا الاختراق حلف شمال الأطلسي إلى إطلاق عملية جديدة “الحارس الشرقي” لتعزيز دفاعاته.

وقالت وزارة الدفاع الرومانية إنها “أرسلت طائرتين مقاتلتين من طراز F-16، وحثت المواطنين في مقاطعة تولسيا الجنوبية الشرقية بالقرب من نهر الدانوب والحدود الأوكرانية على الاحتماء.

وأضافت أن المقاتلتين رصدتا طائرة مسيرة داخل المجال الجوي، وتتبعاها حتى اختفت عن الرادار على بعد 20 كيلومتراً جنوب غربي قرية تشيليا فيشي.

بدوره ذكر وزير الدفاع الروماني إيونوت موستيانو، أن القوات الجوية لبلاده رصدت طائرة مسيرة روسية الصنع من طراز Geran. وأضاف: “تدين رومانيا سلوك روسيا المتهور، الذي يهدد الاستقرار الإقليمي. مع حلفائنا في الناتو، نبقى يقظين ومستعدين للدفاع عن كل شبر من المجال الجوي للحلفاء”.

“اختراق الأراضي الأوروبية”

وانتقد قادة الاتحاد الأوروبي، الأحد، موسكو بشدة لما وصفوه بـ”الانتهاك الثاني” لأراضي الاتحاد الأوروبي في أقل من أسبوع.

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في منشور على منصة “إكس”: “يُعدّ توغل روسيا في المجال الجوي الروماني انتهاكاً صارخاً لسيادة الاتحاد الأوروبي، وتهديداً خطيراً للأمن الإقليمي”.

ووصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، توغل السبت في رومانيا، بأنه “انتهاك آخر غير مقبول لسيادة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي”. وأضافت في منشور على “إكس”: “هذا التصعيد المتهور المستمر يهدد الأمن الإقليمي”.

وكانت الحدود الشرقية لأوروبا في حالة تأهب قصوى بالفعل، بعد أن أسقطت قوات الناتو ما قالت إنها “19 طائرة مسيرة روسية” اخترقت المجال الجوي البولندي، الأربعاء الماضي.

ولم يُسفر هذا التوغل عن أي أضرار أو خسائر. لكن الحادث كشف عن سوء تخطيط الناتو للتعامل مع الطائرات المسيرة، التي برزت كعنصر أساسي في الحروب الحديثة خلال الصراع في أوكرانيا، وفق صحيفة “فايننشيال تايمز”.

وفي المواجهة الأخيرة، استخدمت قوات الناتو معدات بمليارات الدولارات لمواجهة الطائرات الروسية المسيرة المصنوعة من الخشب.

“الحارس الشرقي”

وبدأت مهمة الناتو الجديدة، المسماة “الحارس الشرقي”، مساء الجمعة، وستستمر لفترة غير مُعلنة، بمشاركة أصول عسكرية من دول تشمل الدنمارك وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وقال وزير الدفاع الروماني موستيانو: “سيواصل الجيش الروماني خططه للتحضير والإمداد، وستؤدي مبادرة الحارس الشرقي التي أعلن عنها الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الجمعة، إلى زيادة قدرات الدفاع والردع على الجناح الشرقي”.

وترى معظم الدول الأوروبية أن ما تصفه بـ”الانتهاكات الروسية” للمجال الجوي لدول الناتو هي “تحد مباشر من موسكو لها”، لكن الولايات المتحدة شككت بشأن ما إذا كان انتهاك المجال الجوي البولندي متعمداً.

وألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن الحادث “ربما كان خطأً”، مما أثار انتقاداً لاذعاً من رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الذي كتب على منصة “إكس”: “كنا نتمنى أيضاً لو كان هجوم الطائرات المسيرة على بولندا خطأً. لكنه لم يكن كذلك. ونحن نعلم ذلك”.

وصرح وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي، الأحد، أن الحادث” عزز فكرة أن انتهاكات روسيا للمجال الجوي لحلف الناتو لم تكن عرضية”.

وكتب ليبافسكي على منصة “إكس”: “روسيا تواصل الاستفزاز، الليلة الماضية كانت رومانيا.. لا أؤمن بالأخطاء الروسية، بصفتنا حلفاء في الناتو، يجب أن نبقى يقظين، ويجب أن تدفع روسيا ثمناً باهظاً لاستفزازاتها ضد الناتو”، مضيفاً: “لهذا السبب تدعم التشيك فرض المزيد من العقوبات على روسيا”.

وأعربت رومانيا عن قلقها إزاء الهجمات الروسية على منشآت أوكرانية قريبة جداً من حدودها، على طول دلتا نهر الدانوب.

وقد أدت هذه الهجمات أحياناً إلى سقوط طائرات مسيرة أو حطام على الأراضي الرومانية، لكن الدولة المطلة على البحر الأسود لم تكن قد واجهت، حتى السبت، وجوداً مستمراً لطائرة مسيرة في مجالها الجوي.

شاركها.