افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمس، أعمال الدورة الـ18 من «المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء»، الذي تنظمه المدينة وتستضيفه إمارة الشارقة للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بمركز إكسبو في الشارقة.

يشارك في المؤتمر 152 متحدثاً من خبراء ومناصرين ذاتيين ومؤسسات من مختلف أنحاء العالم، يمثلون 74 دولة و160 مؤسسة، ويقدمون 59 جلسة حوارية، ويُنظّم المؤتمر بدعم استراتيجي من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وعدد كبير من المؤسسات المحلية والعالمية، ويعد الحدث الأهم لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، ويعقد كل أربع سنوات في واحدة من الدول الأعضاء حول العالم.

استُهل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات، تُليت بعده آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً تحدث فيه عدد من المنتسبين في مراكز التأهيل لذوي الإعاقة عن طموحاتهم ومهاراتهم المكتسبة في المجالات الهندسية والفنية والرياضية وغيرها، وذلك عبر الجهود الناجحة لسياسات التمكين والاحتواء.

وقدّمت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في كلمة مسجلة لها، جزيل الشكر والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على رعاية سموه الكريمة ودعمه اللامحدود لكل الأنشطة المتعلقة بالخدمات الإنسانية، الذي كان ولايزال حجر الزاوية في كل ما تم تحقيقه من إنجازات.

ورحبت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بضيوف المؤتمر من مختلف الدول، قائلةً: «إن حضوركم من مختلف أنحاء العالم هو دليل واضح على التزامنا المشترك بهدف واحد: بناء عالم ينتمي إليه الجميع بلا استثناء، لقد اخترنا شعارنا (نحن الاحتواء) لأننا نؤمن بأن الاحتواء ليس مجرد فكرة أو هدف نسعى لتحقيقه، بل هو جزءٌ أساسي من قيمنا الراسخة، يُثبت هذا التجمع، الذي يضمّ أصوات المناصرين وأسرهم مع أصوات أصحاب القرار وأفراد المجتمع، أن أصواتنا حين تتحد تصبح قوة قادرة على صياغة عالم أكثر شمولاً وعدالة».

وتناولت رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية جهود المدينة في رعاية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة على مدى أكثر من أربعة عقود، كرّست فيها جهودها للدفاع عن حقوقهم، ودمجهم، وتمكينهم، وبفضل الرؤية المُلهمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أصبحت إمارة الشارقة ودولة الإمارات مثالاً عالمياً للمدن والدول التي توفر إمكانية الوصول الشامل وتضمن الكرامة للجميع.

ولفتت إلى جهود المدينة المتنوعة وسط الأسر والمجتمع قائلةً: لقد خطونا خطوات واسعة منذ تبنينا مفهوم المناصرة الذاتية في يناير 2009، فنظَّمنا وشاركنا واستضفنا المؤتمرات والندوات والملتقيات وسعينا لتنمية قدرات المناصرين الذاتيين على ممارسة حريتهم في الاختيار واتخاذ القرارات، ونتطلع لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال جلسات ولقاءات هذا المؤتمر.

ووجّهت رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الشكر والتقدير إلى كل المنظمين والمشاركين من المنظمات والمؤسسات الإقليمية والعالمية، وقالت يُسعدنا أن نكون شركاء في تنظيم هذا الحدث المهم مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، التي كرست أكثر من 60 عاماً من العمل لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية حول العالم.

وأكدت أهمية المؤتمر في العمل على التوعية وتحقيق أهداف الخدمات الموجّهة للأشخاص ذوي الإعاقة، وقالت إنه من خلال هذا المؤتمر، نؤكّد أهمية أن يعرف المناصرون الذاتيون حقوقهم وهم يُعبّرون عن أنفسهم ويطالبون بالدعم الذي يحتاجونه لاتخاذ القرارات المناسبة والعمل بروح الفريق لمناقشة القضايا التي تعنيهم، كما نؤكّد على توعية المجتمع التربوي بأهمية الدمج، وعلى الحاجة الملحّة إلى إغلاق المراكز الإيوائية، وتوفير المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة بطرق مبسطة، والتأكد من تهيئة البيئة لسهولة الوصول.

من جانبها ألقت رئيسة الاحتواء الشامل العالمية، سو سوينسن، كلمةً تناولت فيها الجهود المتواصلة التي تقوم بها إمارة الشارقة بدعمٍ من صاحب السمو حاكم الشارقة في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة على مدار عقود عدة حتى أصبحت الشارقة أنموذجاً عالمياً يُحتذى به في هذا المجال، وأشارت إلى أهمية المؤتمر في مناقشة العديد من بنود الأجندة المهمة على المستوى العالمي لتوفير بيئات أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرةً إلى أن الشارقة كانت ولاتزال سبّاقة في الدعم والتعاون والتمكين وفق مناهج متقدمة، كما أن المؤتمر يفتح أبواباً واسعة للجيل الجديد في مشاركة الأفكار وتبادل الخبرات والشغف والمعرفة.

وألقى رئيس منظمة الاحتواء الشامل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاشم تقي، كلمة أشاد فيها بجهود الشارقة من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر المهم من أجل إيصال صوت المناصرين الذاتيين وأُسرهم إلى العالم، وذلك بتسليط الضوء على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ببنودها المتنوعة مثل: المساواة وعدم التمييز والعيش المستقل والاندماج في المجتمع والعمل والتوظيف، وغيرها.

وعبّر الشيخ محمد بن دعيج آل خليفة، رئيس اللجنة البارالمبية في مملكة البحرين وضيف شرف المؤتمر، في كلمة له، عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث العالمي، وموجهاً شكره وتقديره إلى إمارة الشارقة على اهتمامها المستمر بالأشخاص ذوي الإعاقة.

وألقى الأمير مرعد بن رعد بن يزيد الهاشمي، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، كلمةً مصورة أشاد فيها بجهود المؤتمر في تعزيز الحقوق الأصيلة والحريات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في البلدان العربية التي تحتاج فيها هذه الفئة إلى الدعم والوقوف معهم.

وأشار المدير التنفيذي للاحتواء الشامل الدولية، جيمي كوك، في كلمته إلى أن المؤتمر يعتبر منصةً موحّدة للرؤى والقيم التي يشترك فيها المناصرون الذاتيون والأسر والداعمون من المهتمين ومختلف المؤسسات حول العالم، إلى جانب تعزيز التعاون والروابط التي تسهم في تحقيق الأهداف المشتركة في المستقبل من خلال الالتزام بالتوصيات والمقررات من مخرجات المؤتمر، وبناء عالم أكثر عدالة واندماجاً في البلدان والمجتمع العالمي.

وفي ختام حفل الافتتاح، تفضّل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الجهات الراعية والشركاء الاستراتيجيين والداعمين لتنظيم المؤتمر في إمارة الشارقة.

ويهدف المؤتمر العالمي نحن الاحتواء 2025 إلى مناقشة قضايا تمكين المناصرين الذاتيين وتدريبهم على مهارات التأثير وصنع القرار، وتسليط الضوء على قضايا الإعاقة الذهنية من منظور حقوقي وإنساني عالمي.

• 59 جلسة حوارية تتضمنها فعاليات المؤتمر.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

شاركها.